11 سبتمبر 2025

تسجيل

ماذا أُحدثكِ يا شامة الدنيا؟

08 ديسمبر 2013

سألتُ يوماً أحد أصدقائي الشعراء: هل تسنّى لك أن تحمل مدينة على كفيك؟ قال وكيف؟! قلتُ: اصعد قاسيون وامدد ذراعيك تحتضن الشام، فكتب قصيدةً مطوّلة لكن دمشق شكرته، ونامت في بيت قصيدها الخاص. حمّلتني حملها يوماً فضاق الفضاء، طلبتُ أن أقاسمها همها فقالت: لا عليك، صغيرة أنتِ لمّا تكبري بعدُ على حمل الهموم.. متى أكبر يا ربي وأولادي شباب؟! خذينا يا شام إلى زنديكِ، صغُر العالم وضاق بنا الكون، ماذا أُحدثكِ يا شامة الدنيا؟ استشرس الكون وصار غابا، «ذئبٌ ترصدني وفوق نيوبه.. دمُ إخوتي وأحبتي وصحابي». ماذا أحدثك؟! سجنٌ وسجانٌ كبير ابتلع الكون وهزّ عصاه، شركاء وأصدقاء مراوغون شدّوا بحبلهم جميعاً وقطعوه بنا ونحن بوسط البئر وقميصنا ممزق وجمالنا معتوه ومؤتمراتنا هباء. كيماوي وأطفال بعمر الورود وركام بيوت على الجثث وأشجار مقلوعة، عصابات وحظائر وجراد ونمل كثيف يغزو البلاد وفوقه فيتو! وأنت يا شام تهزين برأسك وتقولين: اطمئنوا، وقتٌ لا أكثر، محبة لا أكثر، تعاطفٌ لا أكثر، توحدٌ لا أكثر، تعالوا يا أحبتي إلى صدري وناموا وأنا أصرخ بالبلاد: يا نخوة الأطفال إني أنتخي.. بالطفل من ضيم الثقال المتخمينا.. أرثيك يا لُغماً بصدري لا يهيج سوى.. لشُحٍ في دم المتآمرينا.. مَنْ روّع الأعشاش والشجر الغنيّ.. مَنْ أغضب الأنهار حتى تزدرينا؟! هل نحن من جذر نمير ماؤه.. ها نحن فوق ترابها ومُهجّرينا.. من يُنقذ الوطن المُعذّب كلما.. ألقى مواجده على المُترفعينا.. ذنبي وإني من نسيج حريره.. من يشتري دمعي على المُتهاودينا؟!