12 سبتمبر 2025
تسجيلالمشهد الدموي في سوريا والذي يرتكبه النظام الوحشي الفاشي النازي الديكتاتوري في كل يوم طوال الأشهر الماضية والتي قاربت على السنة الكاملة والتي يقتل فيها هذا النظام المجرم عشرات الضحايا كل يوم ليجعلنا نجزم بأن هذا النظام لا يخاف الله في شعبه ولا يخشى الناس حتى وإن جاهروه الغضب أو الاستنكار أو الاجتماعات الطارئة هنا وهناك لتردعه عن أفعاله تجاه شعبه، وهو لا يزال يفتك بالأبرياء ويهتك بالأعراض ويختطف الشباب والفتيات ويقتل الأطفال في وحشة بربرية لم نشهدها في العصر الحديث إلا في آخرها قمعاً وتصفية ومحاربة للإسلام والمسلمين في حرب البوسنة والهرسك حيث قام الصرب بمحو كل ملامح الاسلام وتصفية أتباعه شيوخاً ورجالاً ونساءً وأطفالاً لا يعبأ في سبيل ذلك لا بقرار من أمم متحدة أو باجتماعات دولية يجدها "سخيفة" في نظره تهدف إلى عرقلة مخططه الإجرامي الفظيع الشنيع والذي يمشي على خطاه الآن النظام السوري بأكمله وهو لا يزال يفتري ويكذب ويضلل العالم بدون أن يقتنع بأن ما يفعله يندرج تحت الفعل الخاطئ .. فكيف به سيقتنع بأن ذلك نوع من الإجرام .. بل الإجرام كله .. طالما أنه اعتاد على فعل ذلك منذ عهد الطاغية حافظ الأسد وانتهاء بابنه الذي لم يرث صفات لا تختلف عن والده كثيراً وما فعله في أهل حماه وحمص في عهده. الأمر الذي يدعو للتساؤل والاستغراب .. هل يقف النظام العربي عاجزاً إلى تلك الدرجة التي تجعل هذا النظام الدموي وغيره من الأنظمة المستبدة التي تسرق وتقتل دون حسيب ولا رقيب بحيث يتمادى ذلك النظام في قتل الناس جهاراً نهاراً وبشكل وحشي فظيع دون أن يحول النظام العربي بينه وبين شعبه بشكل حازم ورادع، مما يجعلنا نفكر قليلاً .. ماذا لو كان هذا النظام يمتلك أسلحة ووسائل إبادة جماعية كالقنابل النووية أو الغازات السامة وغيرها من أسلحة الإبادة الجماعية، فإن الأمر لا يحتاج إلى أيام قلائل فقط لإبادة مدينة كاملة أو قرى بأكملها، أي أن هذا النظام سيكون أسرع فتكاً بشعبه دون الالتفات إلى مزيد وقت للتفاوض مع النظام العربي الذي أصبح عاجزاً عن ردع مجازر يومية بوسائل تقليدية كالرشاشات والسكاكين ونحوها كما يفعلون الآن بنحرهم لبعض المعارضين لهم والتنكيل بجثثهم، فيما يشكل موتاً بطيئاً وشنيعاً في نفس الوقت، فماذا إذا استخدم هذا النظام وغيره القنابل المدمرة أو الغازات ونحوها لإبادة شعبه، إذن فإن ردة الفعل العربي ستكون لا نفع لها ولا فائدة، إذا أنها حضرت متأخرت .. كما تفعل الشرطة دائماً في الأفلام العربية القديمة. إن هذا النظام يحتاج إلى معالجة أخرى تتصف بالشدة والبأس والعنف منذ أول لحظة، فمنذ اللحظات الأولى ما كان ينبغي على الدول العربية أن تتلكأ في تنديدها بوحشية هذا النظام ناهيك عن تلكؤها في فعل شيء رادع ومثمر على أرض الواقع، إن في الشأن السوري دليل على هشاشة النظام العربي حتى في أقسى حالات الأوضاع الانسانية الخطيرة، وهذا مما يدلل على أن الدول العربية تحتاج إلى قوة دفاع مشترك شبيهة بحلف الناتو للتدخل السريع في حل مثل هذه الأزمات العربية دون التباطؤ والتأخير في إنقاذ شعب يموت ويقتل من شعوب العالم العربي، وهنا يتبين مدى التعاون العربي من عدمه ، أو نجاح الجهود العربية من فشلها، فليست الاجتماعات بمجدية أحياناً مع أنظمة لا تعترف بالحوار ولا بالمصالحة، وإنما تعترف بالتدخل العسكري والضربات العسكرية الموجعة والمؤثرة حتى لا يتمادى كل من اغتر بجبروته وظلمه وطغيانه، وليس من الصعوبة بمكان إنشاء مثل هذا الكيان الدفاعي إذا ما وجدت الرغبة والمصداقية بدلاً من أن ننتظر من حلف الناتو وغيرها من القوات الأجنبية للتدخل لحل نزاعاتنا ومشاكلنا، فلا يمنع أن يتكون هذا الحلف بقوة بشرية ومادية محددة ومقررة لكل دولة، تكون على أهبة الاستعداد للتدخل الفوري لإنقاذ الشعوب العربية من طغيان حاكم أو نظام قمعي هنا وهناك، حتى إذا ما قررت دولة ما الاعتداء على شعبها فإن بقية الدول العربية تتدخل دون الاستعانة بقوات تلك الدولة معادية في ذلك الحلف، مع الأخذ بعين الاعتبار باتخاذ كل اجراءات الحل السلمي بشكل عاجل وسريع قبل اللجوء لآخر العلاج ألا وهو الكي .. وحتى نؤسس لتلك الكيانات ونوجد تلك الحلول، أما آن لنا لحل رادع وعسكري تجاه هذا المجرم القاتل .. فإما أن تقتلوه وإما أن أن تطرحوه أرضاً لخلاص العباد والبلاد من شره .. المهم قبل أن يفنى الشعب السوري ونحن نتفرج.