18 سبتمبر 2025
تسجيلهل ما نعيشه الآن هو التعليم عن بُعد أم البُعد عن التعليم؟، كثير من الآباء والمعلمين يلحظون عدم الجدية في العملية التعليمية بشكلها الحالي، هذا واقع يعيشه كل العالم في ظل هذه الجائحة وليس فقط في دولنا، نعم نحن نعلم ونؤكد أن هذا الوضع هو وضع مؤقت، ولكن ليس معنى ذلك أن تكون الأمور سائبة لدرجة هشاشة التعليم وضحالة المعلومة وضعف المخرج التعليمي. يعتقد البعض ممن التقيتهم من الزملاء في الكلية أو المجلس أن جيلاً كاملاً من المؤسسات وطلاب التعليم العالي قد يواجهون انخفاضاً في مهاراتهم ومعرفتهم نتيجة الإغلاق، قد تكمن المشكلة الأساسية في مفهومنا للتعليم الرسمي باعتباره الأداة الوحيدة للتواصل الاجتماعي وتعزيز التطور المعرفي للبشر، بل أضف إلى ذلك الخسارة في التقدم التعليمي للطلاب والأبحاث والأكاديميين نتيجة للوباء وما يرتبط به من إغلاق للمؤسسات التعليمية. وهنا تداركت دولة قطر عندما قررت عودة الطلاب بالتناوب إلى مقاعد الدراسة مع الأخذ بكل الاحتياطات، كلنا يجب أن يفهم أن التعليم والتعلم لا يتوقف حتى عندما تتوقف وسيلة معينة للانتقال والمشاركة. التعلم، مثله مثل المادة، لا يتوقف ولكنه يتغير من حالة إلى أخرى، التعلم جزء من العيش في مجتمع ولا يتوقف إلا عندما يموت المجتمع. إن تأكيدي على التعلم، من حيث التقدم المعرفي، يتوقف على حقيقة أن المجتمع - شعبه، وأدواته وأنماط تفاعله - يحول نفسه من خلال التعلم إلى حد كبير بالطريقة نفسها التي يحول بها المجتمع التعلم. أكيد كل واحد منا لديه حالة أو أكثر، أو يعرف شخصاً أو أكثر ممن استعان بمعلم خصوصي من أجل إتمام المفاهيم المقررة للطلاب في بيوتهم، هذه الظاهرة بالرغم من محاربتها من قبل التربويين أنفسهم، فإن الحاجة لها أضحت ماسة في ظل عدم فراغ أولياء الأمور وعدم كمال المادة المسجلة أو المباشرة أونلاين، والتي تقدم من قبل وزارة التعليم والتعليم العالي، أو حتى التي تقدم من قبل منصات (بلاكبورد) و(تيمز) وغيرهما في الجامعات والمعاهد العليا. لا يمكن إنكار أن التعلم في مجالات معينة ربما يكون قد انخفض، ولكن في الوجه المقابل، فإن التعلم المتكامل قد تحسن، أي أن طوال فترة الوباء، تعلم الطلاب - من مستويات التعليم الأساسي إلى التعليم العالي - المزيد عن تاريخ مكافحة الأمراض والأوبئة، وحول طرق إنشاء مساحات افتراضية لنقل المعرفة وتلقيها والقيام بالأعمال التجارية والبحث الدقيق عن بعد، فقط كل ما نحتاجه هو المزيد من الوقت في التدريب على الوضع الجديد ثم مآلا سنصل إلى درجة الإتقان والحرفية. أعتقد أن الطلاب من المرجح أن يتعلموا المزيد من المهارات الحياتية خلال هذه الفترة الحالية التي تتسم بالحركة المقيدة وفك الارتباط الاجتماعي أكثر من بقية حياتهم. فنتيجة لتقييد الحركة، تتعلم العائلات - بغض النظر عن الشكل الذي تتخذه - وتعلم أفرادها الأصغر سناً طرقاً لحماية بعضهم البعض، وتلبية احتياجات بعضهم البعض بطرق مستدامة، والأهم من ذلك، استيعاب المعايير الثقافية الأكثر ملاءمة للسياق والمهارات الاجتماعية، هذه المهارات ضرورية لخلق عالم أفضل وأكثر استدامة من ذي قبل، فالدروس المستفادة من جائحة COVID-19 يمكن اعتبارها أدوات جدلية وثقافية قوية قد تشكل الطلاب والمعلمين والأبحاث والمؤسسات والمجتمع للأجيال القادمة. قد يكون في المستقبل القريب جداً انتشار نماذج من الدروس من إعداد الطلاب أنفسهم، وكذلك مجموعات تعليمية أونلاين يتم الدخول إليها عن طريق اشتراك مالي سنوي تقوم بإثراء التعلم، وكأنها معلم خصوصي، فضلاً عن التدريب على الاختبارات النصفية والنهائية، مثل هذه السيناريوهات لم تكن في قاموس التربية، بل حتى كانت المذكرات التي تباع في المكتبات أو عن طريق وسطاء.. كانت جريمة. همسة لأولياء الأمور والمعلمين: صبراً ثم صبراً ثم صبراً.. النتائج الجميلة تأتي بعد الألم. آخر المطاف: ويكتب الله خيراً أنت تجهله وظاهر الأمر حرمان من النعم فسلم الأمر للرحمن وارض به هو البصير بحال العبد من ألم دمتم بود [email protected]