14 سبتمبر 2025
تسجيلاليوم مقالي أتحدث فيه عن نعمة عظيمة سخرها لنا ربنا وأعطانا إياها لكي نعيش في هذه الحياة الرائعة وهي "الماء"، فهو أساس وجود الحياة على كوكب الأرض وهو يغطّي 71% من سطحها وتمثل مياه البحار والمحيطات أكبر نسبة للماء على الأرض، حيث تبلغ حوالي 96.5% وتتوزّع النسب الباقية بين المياه الجوفيّة وبين جليد المناطق القطبيّة (1.7% لكليهما)، مع وجود نسبة صغيرة على شكل بخار ماء معلّق في الهواء على هيئة سحب "غيوم" وأحياناً أخرى على هيئة ضباب أو ندى، فالماء على سطح الكرة الأرضية لا يستطيع العيش دون شرب الماء واستخدامه في الغذاء والنظافة العامة، ووسيلة مهمة في تسيير أمورالإنسان بالحياة وكل كائن حي لا يستغنى عن الماء وبه نسبة معينة من تكوين جسمه، فعلى سبيل المثال الإنسان البالغ يكون 70-90% والمسن 65-70% والمواليد الجدد 85-90% لقوله تعالى في سورة الأنبياء آية رقم (30) "أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون" وآيات كثيرة بالقرآن الكريم ذكرت فوائد الماء أذكر بعضها: "وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ" المؤمنون: 18 "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ" الزمر: 21 "وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ" الحج: 5 "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً" الفرقان: 54 "أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ" السجدة :27 "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قدير" فصلت:39 "وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ" القمر: 12 "وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَر" القمر :28 "أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ" الواقعة: 68 "إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ" الحاقة :11 "أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً" عبس: 25 من هذه الآيات القرآنية بينت أن الماء ضروري جدا للحياة فهو بداخلنا وبالتربة وبالجو وبنسب معينة مهمة وأي نقص بالنسبة للإنسان يسبب الجفاف والهلاك لأنه يساعد في حيوية مكونات أجسامنا، وللتربة حماية من التصحر لأنه يساعد في تشربها وغناها بتغذيتها للنباتات ومفيد للجو لأنه عندما يتبخر الماء يختلط بغازات الجو فتتساقط الأمطار فتقوم بتلطيف الجو ويصبح أكثر نقاء وأن مياه البحار والمحيطات طريق للمواصلات البحرية وأنها وسيلة للاستجمام والترفيه عن النفس بالإضافة إلى أنه تعيش به الكائنات الحية مثل الأسماك والنباتات التي تعتبر غذاء مهما للإنسان والكائنات الحية الأخرى وعندما نتساءل لماذا على سطح الكرة الأرضية الماء نسبته 71% ونسبة اليابسة 29 %؟ يجاوب العلماء أن الماء ضروري جداً لاستمرار الحياة فمن دون الماء لا تستمر الحياة وبسبب التنوع الكبير على سطح الأرض وما خلق الله من طيور وحشرات وكائنات دقيقة ومخلوقات برية وبحرية فإن هذه الكمية الكبيرة والمتنوعة من الكائنات الحية تحتاج للماء أكثر وقد ذكر في القرآن الكريم 32 مرة ماء و13 مرة يابسة لأهمية الماء في الكون ومن الملاحظ أن الماء يتأثر بما حوله من أجواء فتتغير حالته السائلة، حيث إنه يتجمد بالبرودة ويصبح ثلجا "صلبا" وبالحرارة يتبخر ويصبح "غازا" وأن بعض المواد تذوب فيه مثل السكر والملح وبعضها يطفو مثل الزيت والدهون والآخر لا يتأثر بالماء أو يختلط كالحجر أو الصخر ولكن يتفجر ويخرج منه الماء بقوله تعالى في سورة البقرة آية رقم 74 "ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون". ونعلم أن قراءة القرآن على الماء تساعد في الحماية والوقاية من الأمراض والحسد لما في القرآن من شفاء ورحمة للناس قال تعالى في سورة الإسراء آية رقم 8 "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ولا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا" ومن رحمة ربنا علينا أن جعل في مكة المكرمة بئر ماء زمزم لا يجف أبداً يشرب منه الحجاج والمعتمرون عند زيارتهم لمكة المكرمة وعن ابن جريج -رحمه الله تعالى- قال: سمعت أنه يقال: "خَيْرُ مَاءٍ فِي الأَرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ" قال عليه الصلاة والسلام: "أفضل الصدقة سقي الماء". أخيرا: تدعو وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية جميع المسلمين في الدولة لإقامة صلاة الاستسقاء جماعة يوم الخميس المقبل 9/ نوفمبر2017م الساعة 6 صباحا في عدد من المساجد بمناطق الدوحة تضرعا إلى الله لنزول الغيث وإحياء لسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في إقامة هذه الشعيرة حين يتأخر نزول المطر .