13 سبتمبر 2025

تسجيل

محمد.. المثل الأعلى والمهاجر الأعظم

08 نوفمبر 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); "إلى محمد صلى الله عليه وسلم، سيد الأوجه الصاعدة، وراية الطلائع من كل جنس، منفرط على أكمامه كل دمع، ومفتوحة ممالكه للجائعين، وإيقاع نعليه كلام الحياة في جسد العالم". هذا ما كتبه الشاعر "محمد عفيفي مطر" تحت عنوان "جرأة إهداء"، مفتتحاً ديوانه "أنت واحدها وهي أعضاؤك انتثرت". وهو إهداء استحق به "مطر" أن يقف في موكب "من ناجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم"، الرجل الذي "تفتخر البشرية بانتسابه إليها"، كما يقول البروفيسور "شيريل" العميد الأسبق لكلية الحقوق بفيينا. ومن هؤلاء الشاعر الألماني "جوتة" الذي يقول في "الديوان الشرقي" مخاطباً الشاعر حافظ شيرازي: "أي حافظ، إن أغانيك لتبعث السكينة، وإنني مهاجر إليك بشعوب البشرية المحطمة، لتحملنا في طريق الهجرة إلى المهاجر الأعظم محمد بن عبد الله، إننا، نحن أهل أوروبا بجميع مفاهيمنا، لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد، وسوف لا يتقدم عليه أحد، ولقد بحثت في التاريخ عن المثل الأعلى للإنسان، فوجدته في النبي محمد، وهكذا وجب أن يظهر الحق ويعلو، كما ظهر على يد محمد الذي انقاد له العالم كله بكلمة التوحيد".أما الشاعر الفرنسي "لامارتين" فيرى أن معرفة محمد صلى الله عليه وسلم هي الحدث الأعظم في حياته، حيث يقول: "أعظم حدث في حياتي، هو أنني درست حياة رسول الله محمد دراسة واعية، وأدركت ما فيها من عظمة وخلود. من ذا الذي يجرؤ على تشبيه رجل من رجال التاريخ بمحمد؟ ومن هو الرجل الذي ظهر أعظم منه، لو رجعنا إلى جميع المقاييس التي تُقاس بها عظمة الإنسان؟ إن سلوكه عند النصر وطموحه الذي كان مكرساً لتبليغ الرسالة، وصلواته الطويلة وحواره السماوي، أمور كلها تدل على إيمان كامل مكّنه من إرساء أركان العقيدة. إن الرسول والخطيب والمشرع والفاتح ومصلح العقائد الأخرى الذي أسس عبادة غير قائمة على تقديس الصور هو محمد، لقد هدم الرسول المعتقدات التي تتخذ واسطة بين الخالق والمخلوق".ووقف "إتش جي ويلز" الروائي صاحب "آلة الزمن" عند "خطبة الوداع"، ليأتي تعليقه عليها تعبيراً عن حصافة وإنصاف، حيث يقول: "حجّ محمد صلى الله عليه وسلم حجة الوداع من المدينة إلى مكة، قبل وفاته بعام، وعند ذلك ألقى على أتباعه موعظة عظيمة، إنّ أول فقرة منها تجرف أمامها كل ما كان بين المسلمين (أي من قبل إسلامهم) من نهب وسلب ومن ثارات ودماء، وتجعل الفقرة الأخيرة منها الزنجي المؤمن عدلاً للخليفة".و"ويلز" هنا يلتفت بحق إلى ما يدعو إليه الإسلام من أخوة تقوم على الرحمة والعدل، لا تعرف التبجح، ولا الاستعلاء على الناس، ولا قهرهم. لقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم الديكتاتورية والكذب في سلة واحدة، لهذا لا تصدقوا الكذابين حين يزعمون أنهم ضد الديكتاتورية، ربما كانوا ضد شخص من باب المنافسة أو الرغبة في الحصول على نصيب أكبر أو الميل إلى ديكتاتور غيره، ربما كانوا ضد "حالة" من السلطة، لكنهم يبقون جزءاً لا يتجزأ من الديكتاتورية بمعناها العام، أي اغتصاب السلطة واستغلال البشر. الشاعر الروسي "بوشكين" هو أيضا تجاوز المناجاة إلى استلهام سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في قصيدة "النبي" وفيها يقول: "شُقّ الصدر، ونُزع منه القلب الخافق، غسلته الملائكة، ثم أُثبت مكانه، قم أيها النبي وطف العالم، وأشعل النور في قلوب الناس".وأذكركم بأن وزير خارجية الكيان الصهيوني "أفيغدور ليبرمان" ادعى أن "ألكسندر بوشكين" يهودي الأصل، وهو الادعاء الذي اعتبره الروس إهانة لهم، وتطاولا على واحد من أهم رموز الأمة الروسية وآبائها المؤسسين.غضب الروس ضاعف من إصرار "ليبرمان" على كذبته، ليضمها إلى "ديوان أكاذيب تل أبيب" من أول الادعاء بوجود بقايا "هيكل سليمان" ـ تلك البقايا التي أكدت تنقيبات سلطات الاحتلال أنها مجرد كذبة ـ إلى الادعاء بأن اليهود بنوا الهرم. وفي كل واحدة من هذه الأكاذيب يمكن أن نرى الغرض الخبيث ـ والحقير ـ واضحا: كذبة الهيكل للاستيلاء على القدس وهدم الأقصى، وكذبة الهرم للادعاء بوجود "حق تاريخي" في مصر تمهيدا للاستيلاء على نصفها ـ كما يعلنون ـ أو عليها كلها (ولم لا؟) وكذبة "بوشكين" لاختطاف ضمير روسيا، الدولة التي تعتبرها سلطات الاحتلال "منجم المهاجرين". الصهاينة ـ دون دليل ـ يسرقون "بوشكين" رمز الأمة الروسية، أما نحن فلا نعبأ ـ ومعظمنا لا يعرف ـ أن "بوشكين" استلهم حياة نبينا صلى الله عليه وسلم في قصيدته الأكثر شهرة، التي لا يكاد كتاب عن بوشكين يخلو من نصها، أو الإشارة إليها.