13 سبتمبر 2025
تسجيلموجة الاعترافات الدولية بدولة فلسطين تكسب القضية زخما قويا لم يتم توظيفه عربيا بصورة مثالية، ويعبر خبر اعتراف دولة هنا وهناك بدولة فلسطين دون أي أهمية في وسائل الإعلام العربية والمراكز الإستراتيجية، وكأن الأمر لا يعنينا أو غير ذي أهمية، في الوقت الذي يحقق لنا ذلك كثيرا من المكاسب التي تهيئ لعضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحدة ومنظماتها، ويسهم في الحد من العبث الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية المحتلة.الحزب الاشتراكي الفرنسي"الحاكم" يريد من السلطات الفرنسية الاعتراف بدولة فلسطين للحصول على تسوية نهائية للنزاع مع إسرائيل، ويعد النواب الاشتراكيين الفرنسيين مشروع قرار يدعو الحكومة إلى الاعتراف بدولة فلسطين، على أن يتم التصويت عليه خلال الأسابيع القليلة المقبلة.وسبقت السويد فرنسا في الاعتراف بدولة فلسطين وتستعد إسبانيا لذات الخطوة، ليصل عدد الدولة المعترفة إلى 134 دولة، وذلك كفيل بالذهاب إلى الأمم المتحدة والحصول على دولة ملزمة في الأراضي المحتلة بأي تسوية عادلة مع الكيان الصهيوني، الذي سيضطر أمام هذا الضغط البرلماني الدولي إلى الاعتراف بالحقوق الفلسطينية في الأراضي التي احتلتها منذ النكبة ثم النكسة.من الضروري استثمار هذا الاعتراف الدولي في الوصول إلى الدولة الفلسطينية من أجل تحقيق أمن هذا الشعب الذي يتعرض لأسوأ احتلال في التاريخ الحديث والأطول قياسا بتسويفات الإسرائيليين وتمزيقهم لاتفاقيات السلام ومطلوبات المفاوضات، في وقت تبني فيه المستوطنات العشوائية والمنظمة التي تأتي على حساب الأراضي الفلسطينية لأنها تتبع سياسة الأمر الواقع بحيث نصل لعدم وجود أرض أصلا لدولة فلسطينية.عندما يقترب سقف الاعترافات الدولية من عدد مائتي دولة فذلك يعني بصورة قاطعة أن العالم أجمع على قيام ووجود الدولة الفلسطينية، وتنتفي المبررات الإمبريالية لبقاء الاحتلال معلقا على إرادة إسرائيلية غير موجودة لوجود هذه الدولة، وذلك يتطلب نقل الصراع إلى الدولة المعترفة حتى تطبق اعترافها عمليا بإلزام الاحتلال بإنهاء هذا الوضع السلبي وعودة الحق الفلسطيني على أرضه التاريخية التي وضعت إسرائيل يدها عليها وجعلتها مقام لكل يهود العالم، لأنه في النهاية ما بني على باطل فهو باطل، ولا يستقيم مع القوانين والأعراف الدولية، وهو خاطئ تماما ينبغي تصحيحه لأنه لا يسقط بالتقادم ووضع اليد بالقوة الجبرية كما تفعل إسرائيل بهدم بيوت الفلسطينيين وقلع زروعهم وتهجيرهم من مدنهم وقراهم أو حتى إبادتهم بآلتها العسكرية الغاشمة.