12 سبتمبر 2025

تسجيل

بوسمرة القطري وسلوى السعودي

08 نوفمبر 2011

في السبعينيات والثمانينيات كان كل من اراد ان يسافر بسيارته يفكر في المنافذ البرية التي سيمر عليها ويحسب لها الف حساب فيما يتعلق بالاستعداد النفسي وضبط الاعصاب لمواجهة التأخيرات — واحيانا بدون اسباب — وانتظارك في المركز لساعات حتى يأتي الفرج من رب العالمين وتغادر المركز الى وجهتك أياً كانت. كانت المنشآت بدائية في مركزي ابوسمرة القطري وسلوى السعودي، وكان تسجيل الجوازات وبيانات السيارات يتم يدوياً تسعى بها بنفسك من شباك الى اخر، وكان اكثر ما يزعج الناس مزاجية موظفي الجوازات والجمارك في تعاملهم مع المسافرين بعنجهية وتكبر. وكانت للناس قصص كثيرة في تعطلهم لساعات واحيانا عدم تسهيل سفرهم لأتفه الاسباب. ولم تكن هناك اي اجهزة رقابية يمكن الرجوع اليها لحل الاشكالات الحاصلة. اليوم تطور مركز ابوسمرة كثيراً مقارنة بشقيقه السعودي، فمع المنشآت الحديثة اصبحت تنجز امورك وانت في سيارتك واصبح لدينا 8 مسارات بدلاً من مسار واحد للجوازات (بالاضافة لشبابيك الداخلية في مبنى الجوازات)، وللجمارك اكثر من 10 مواقف، وبدلا من التدوين اليدوي اصبح لدينا اجهزة كمبيوتر بأعلى مستويات التقنية الحديثة. الا ان ذلك لم يحل المشكلة الازلية التي مازلنا نعانيها وهي تكدس السيارات والمسافرين في مركز ابوسمرة لساعات عند كل اجازة او مناسبة!!. يقول صاحبنا الذي اتصل بالامس من مركز ابوسمرة بعد ان علق فيه عدة ساعات بسبب الازدحام الشديد انه وصل الى مركز سلوى السعودي الساعة الخامسة مساءً تقريبا وخرج منه قبل الساعة السادسة مساءً (اقل من ساعة)، ومنه الى مركز ابوسمرة الذي دخله في الساعة السادسة مساءً وكان اخر اتصال منه الساعة 9:40 مساءً امام بوابة الخروج (3 ساعات و40 دقيقة). ويسترسل صاحبنا في حديثه بقوله انه على الرغم من ان مسارات السيارات ونوافذ الجوازات والجمارك في المركز السعودي كانت 4 والمسارات ونوافذ الجوازات والجمارك في مركز ابوسمرة 8 (بالاضافة لشبابيك الداخلية في مبنى الجوازات)، فان الوقت الذي استغرقه لإنجاز معاملاته في المركز السعودي اقل بكثير من المركز القطري. وقد لاحظ ان وقت ادخال البيانات من قبل موظفي الجوازات السعوديين كان اسرع بكثير من الفترة التي استغرقها موظفو الجوازات القطريون. والاسئلة التي تطرح نفسها الان هي: لماذا يستغرق ادخال بيانات الجواز الواحد في المركز القطري اضعاف المدة التي يستغرقها انجاز نفس المهمة في المركز السعودي؟ ولماذا يتم ادخال البيانات يدوياً في عصر تقنية الحواسيب الالية؟ ولماذا توضع الاشرطة الممغنطة في الجوازات اذا لم يتم استخدامها لهذه الاغراض؟ (الخطوط القطرية تستخلص بيانات جوازات المسافرين عن طريق مسح الشريط الممغنط). ولماذا كلما ابدينا استياءنا من التأخير تأتينا الاجوبة من المسؤولين في مركز ابوسمرة وكأنهم متفاجئون من حجم التدفق في اعداد المسافرين خلال فترات الاجازات؟ لا شك ان خدمات وزارة الداخلية قد تطورت خلال السنوات الماضية تطوراً كبيراً خاصة في عهد وزير الدولة للشؤون الداخلية سعادة الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني، واستطاعت الوزارة في عهده تطويع وسائل التقنية الحديثة لتكون عوناً لانجاز معاملات الداخلية عن طريق الانترنت ولاختصار فترات انجاز المعاملات للمواطنين والمقيمين، واصبحت الوزارة نموذجا يحتذى به في الدولة. المنافذ البرية والجوية لم تكن بعيدة عن هذا التطوير، فقد تسهلت امور كثيرة مقارنة بالسابق، واصبح المركز واجهة نفتخر بها، الا ان الاهم يبقى في تسهيل دخول المسافرين براً — وبالاخص زوارنا من الدول المحيطة بنا — الى الحد الادنى. فبعد عناء ومشقة السفر لعدة ساعات يتوقع المسافر ان تنجز معاملة دخوله او خروجه من المنافذ البرية بسلاسة وبأسرع ما يمكن. اما البقاء في المراكز لعدة ساعات فهو امر يحتاج الى حل سريع من المسؤولين. خلال الايام القادمة ستتدفق اعداد كبيرة من السيارات والمسافرين والحجاج القادمين بعد اداء مناسك الحج، ويوما السبت والاحد القادمان ستتدفق اعداد اكبر من السيارات والمسافرين في كلا الاتجاهين لانتهاء اجازة العيد، ومن المتوقع ان يشهد مركز ابوسمرة ازدحاماً اكثر من الحالي. واذا لم تستطع اجهزة وكفاءات المركز التعامل معها بالسرعة المطلوبة فسوف نشاهد ونسمع تذمراً كبيراً من المواطنين. وسيخرج زوارنا بانطباع سيئ عن الواجهة البرية لدولة قطر. أعرف من سجل انجازات سعادة الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني انه لن يهدأ حتى يضع حلاً لهذه المشكلة، واستطيع ان اجزم بأن الوزارة ستسخر امكاناتها لتسهيل امور المسافرين في مركز ابوسمرة ليكون كما نأمله بوابة قطر الحديثة.