12 أكتوبر 2025
تسجيلجاء في مجلة سيركيوليشن، التي تصدرها جمعية القلب الأمريكية، خلاصة دارسة أجراها باحثون طبيون استراليون تفيد بأن مشاهدة البرامج التلفزيونية تعرض الصحة للخطر وتعجل بالموت، وقد شملت الدراسة 8800 شخصا على مدى ست سنوات (لاحظ ان الخواجات عندما يعكفون على دراسة موضوع ما، فإنه يستغرق منهم السنوات الطوال ولا يصدرون نتائجها إلا بعد الاستوثاق من صحة البيانات والمعلومات؛ مش زي جماعتنا: طبيب عربي يكتشف علاجا شافيا وحاسما للإيدز من عشبة تستخدم علفا للحمير؛ طبيب عربي يكتشف علاجا ناجعا للإيدز مستخلص من بول معزة عذراء؛ طبيب عربي ينال شهرة عالمية بعد ثبوت فعالية تركيبة دوائية توصل إليها في علاج الإيدز خلال خمس دقائق والتركيبة تتألف من كرتون مبلل بخل الخيار ودهن النعام وخلطة سرية من البهارات «تماما مثل دجاج كنتاكي»، ولعل بعضكم يذكر كيف أنه وعند طرح الفياغرا لأول مرة بأسعار عالية خرج علينا لبناني شاطر بمسحوق عشبة شرش الزلوع، زاعما أنه يُغْني عن الفياغرا، وقالوا له: ما يصير يا زلمى، فكان رده: شفت بعيني ما حدش قال لي ان التيوس التي تاكل تلك النبتة تتمتع بكفاءة تيوسية عالية، ولم يجد من يقول له: الله يسامحك تعتبرنا نحن والتيوس سيم، سيم؟ والشاهد هو أن مثل هذا الكلام الفارغ يؤدي في الغرب الى شطب الطبيب الدعيّ وحرمانه من ممارسة الطب) الدارسة التي اكتشفت النزعات الإجرامية لدى التلفزيون، تفيد بان من يشاهد التلفزيون بمعدل 4 ساعات يوميا معرض بنسبة 46% للموت الفجائي أكثر من الشخص الذي يشاهد التلفزيون لفترة قصيرة او لا يشاهده إطلاقا، وترتفع تلك النسبة الى 80% إذا كان مدمن التلفزيون يعاني سلفا من علة في القلب او الشرايين؛ فأنت عندما تجلس أمام التلفزيون كما أبي الهول فإن عضلاتك لا تتحرك مما يُحدث اضطرابا في الاستقلاب metabolism العادي وخللا في عمليات حرق الغلوكوز (السكر) والدهون. يعني نفس العارض الصحي الخطير المسمى DVT وهو تجلط الشريان العميق في الساق deep vein thrombosis الذي ظل مرتبطا بالسفر جوا لمسافات طويلة، وهذا العارض – وهو قاتل – قد يحدث لك وانت في بيتك مندمج مع هيفاء او مهند التركي (حريقة تحرق الجوز)، وتحذر الدراسة من ان الرياضة لا تعكس التأثير السلبي للجلوس كماكيس البطاطس أمام التلفزيون، يعني إذا كنت تجلس طويلا أمام الشاشة الفضية فلا تخدع نفسك بأنك تعوض عن جلساتك تلك بالرياضة وبحمد الله فإن علاقتي بالتلفزيون تنحصر أساسا في متابعة نشرات الأخبار، ومنذ ظهور الشريط الإخباري المتحرك أسفل الشاشة (سكرول بار) صرت اكتفي بقراءة ما في الشريط، لأقرر ما إذا كان هناك خبر يستحق المتابعة التفصيلية، وبعدها انتقل الى قنوات البرامج الوثائقية والعلمية، ولا أتابع تلك القنوات عشوائيا بل بانتقائية شديدة، بمعنى أنني أعرف سلفا مواقيت البرامج التي اريد مشاهدتها، وبالطبع فإنني احب البرامج الترفيهية، وبالتالي فإنني لا أفتح تلفزيوني على قناة عربية ذات برامج منوعة «أبدااااااااااااااااااً».. مش ممكن .. ولا كلمة .. مش ناقص نكد.. مالنا والترفيه.. والترفيه والتسفيه يفصل بينهما حرف واحد. ومنذ أن علمت بأمر ال «دي. في. تي» وأنا أتناول قرص اسبرين قبل ركوب أي طائرة وأحيانا استعيض عن الاسبرين بالشوكولاتة السوداء.. السواد والسمرة فيهما خير كثير.. حبة البركة سوداء.. البشرة السمراء محصنة ضد سرطان الجلد الناجم عن التعرض لأشعة الشمس.. مهند السوداني (جعفر عباس) أسمر غامق.. القرنفل والقرفة ولهما قيمة صحية مؤكدة لونهما داكن السفاهة ليست ترفيها.. ونحن نمارس السفه على شاشات التلفزيون بصور مختلفة . [email protected]