13 سبتمبر 2025

تسجيل

عندما نفقد أنفسنا

08 أكتوبر 2013

في بعض الأحيان.. نصل إلى مرحلة غريبة.. ربما هي متاهة لا مخرج لها.. أو معركة مع الذات لا فرصة للفوز فيها.. نشعر بأننا نفقد أنفسنا كل يوم.. جزءا تلو الآخر.. حتى يتلاشى كل شيء فينا، ونكاد لا نعرف أنفسنا وكأننا أصبحنا شخصا آخر.. أو روحا أخرى. نُحاسب أنفسنا فنرى أن أخطاءنا تحيط بنا من كل مكان، حتى أصبحت تخنقنا بشدة.. وكأنها تقول لنا إننا لا نستحق الحياة. نفقد المتعة في فعل أصغر الأشياء التي كانت تُسعدنا، ونبحث عن أقرب الأشخاص ليذكرونا بما نحن عليه، وكيف كنا؟ فنحن لم نكد نذكر أنفسنا. لا نتذكر من الماضي إلا أخطاءنا التي فعلناها، ولا نخاف إلا من أخطائنا التي قد نفعلها مستقبلاً.. وكأن الذات التي فينا، تحاول أن تعاقبنا، وتشغلنا عن الحاضر. نحاول أن نلجأ إلى من نحبهم.. ولكن اللجوء لهم ليس إلا خطأ آخر يُضاف إلى قائمة أخطائنا.. فالبشر ليسوا علاقة نعلق عليها آلامنا وهمومنا وأفكارنا التي لا نعرف كيف نُعبر عنها. يقول الله سبحانه وتعالى: (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).. فعندما ننادي الله ليستجيب دعاءنا، تطمئن قلوبنا، وتشعر بالراحة.. فهو الوحيد الذي يعرف مافي صدورنا.. بدون أن نتحدث أو حتى نُلمح. عندما تحتاج الجمادات إلى صيانة نأخذها إلى صانعها، وهكذا هي أرواحنا.. تحتاج إلى صيانة بين فترة وأخرى.. وعلينا أن نأخذها إلى خالقها.. ليشفيها ويجعلها تُصبح أقوى وأفضل وأكثر إيماناً وراحة.. فقرب الله.. هو علاج لكل الأرواح التائهة، التي تحاول أن تعود إلى طريقها مرة أخرى.