12 سبتمبر 2025

تسجيل

حلمي يتبلور

08 أكتوبر 2012

أنا أحلم إذن أنا أفكر.. أنا أفكر إذن أنا موجود! ثمة أحلام لا تموت، قد تموت بعض السُبل التي نظن أنها ستساعدنا، أو قد تتلاشى الأضواء التي نُبصرها تدلنا كآثارٍ وضاءة مرسومة، حيث أمانينا، ثم تُقطع كل الطرق من قلب الحلم، إلى غاية تحقيقه، ولكنها تبقى، في القلب إصرار، وفي الواقع تحقيق. قال لي أحدهم، إن الأحلام كالراحلة، يركب معنا أشخاص إلى محطة معينة، فينزلون، ويركب غيرهم، وهكذا دواليك، منهم نستفيد ونتبادل الثقافات، منهم نُبصر أصناف الناس وأطباعهم، حتى نصل النهاية نحن وخبراتنا، من أولئك الذين ارتحلوا معنا، ومنا نحن والقوة التي تسكننا، أما الحلم فكان أن اكتسب خبرة وتبلور كيفما أراد الله له، أن يقع حقيقة، ويصبح واقعاً. لعل الأماني مفقودة الجهد والتعب والضنك، لا معنى لها، ولا لون، ولا طعم، بل هي كما يقول المثل الانجليزي "الشيء الذي يأتي بسرعة، يذهب بسرعة"، كذلك الطموح، فلولا أنه قائم على أساس من عزيمة، وتخطيط استهلك أعصابنا، ما كان أن يكون بلذة المنتصر، وفوز الناجح. أحلامنا، تلك التي خلقتها مواهبنا وقلوبنا ومدامعنا، لا يمكنها أن تفنى، أو أن تموت، ولكن كل ذلك يحدث بسبيل واحد، به تبدأ الحياة بألوانها. الإيمان.. بالإيمان تُزهر الأراضي التي لا تعرف المطر.. وتضيء العتمة التي تجهل النور، بالإيمان فقط، يتحول الحلم حقيقة.. الإيمان بالله، أنه القادر الذي لا يُضيع أجر عامل، فعلى قدر الجهد ستجد النتيجة، هذه الثقة كافية جداً أن يهبك الواهب ما تتمناه وتسعى له. ومن ثم الإيمان بحلمك، وإصرارك وعملك، بأن تلك القوة التي بداخلك، كمجرى سيل لا يتوقف ولا يهدأ، ستوصلك في الختام إلى هدفك ومبتغاك، بكل ما أوتيت من عقل ومنطق وإلهام. فقط، لا تتخلى عن التفكير، بكل أهدافك وطموحك وأحلامك وأمنياتك، إن ذلك بحد ذاته جهد إيجابي، يموج بك من محطتك الجامدة، حيث محطات أخرى، أكثر معرفة، وأجمل علم، وأعظم خبرة، هكذا تتبلور الأحلام، وتبدو لنا أبهى، حتى من تصوّرنا لها حينما كانت "فكرة".