14 سبتمبر 2025
تسجيلتُرى ما هي الدنيا؟ ما حقيقتها بالنسبة للآخرة هل تستحق منا أن نجري فيها ونلهث خلفها؟ كيف النجاة منها؟.... طلب الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، الذي يعتبر خامس الخلفاء الراشدين من الحسن البصري رضي الله عنه — الذي كان يشبهون كلامه بكلام الأنبياء — أن يوصيه فقال له "اجمع لي بإيجاز بين أمري الدنيا والآخرة". فكتب الحسن البصري: — "إنما الدنيا حلمٌ، والآخرة يقظة، والموت متوسط، ونحن في أضغاث أحلام، من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر، ومن نظر في العواقب نجا، ومن أطاع هواه ضلَّ، ومن حَلِم غنم، ومن خاف سلم، ومن اعتبر أبصر، ومن أبصر فَهِم، ومن فهم علم، ومن علم عمل.. فإذا زَللْت فارجع، وإذا غضبت فأمسك". وردت هذه الوصية الرائعة في كتاب "خالدون... حتى لا تنسى الأمة تاريخها للاستاذ فهد العيد ص 13". لقد لخص فيها الحسن البصري رضي الله عنه حقيقة الدنيا والآخرة ورسم فيها — وفقا للمنهج النبوي الشريف — الخطة التي بها نسير في هذه الدنيا فمن اعتبرها فعلاً كحلم سريعا ما سينقضي وُفِقَ لأن يُقيمها على حقيقتها وبالتالي نجا. فهي ليست بدار مقر نعيش فيه للأبد بل هي دار ممر ما هي إلا أيام وسويعات معدودة ثم تنفضي. والنجاة فيها تكون بمحاسبة النفس وتأمل عواقب الأمور، ومخالفة هوى النفس والشيطان. من أراد النجاة في هذه الدنيا فعليه بالتمسك بتعاليم الإسلام السامية وأن يحرص على أن يجعل كل يوم يقربه من الله تعالى أكثر وأكثر. اللهم احسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. وأكرمنا بفردوسك الأعلى.. أمين يارب العالمين.