الصداقة

الصداقة تلك العلاقة التي لا غنى لنا عنها، لا تنقص بالجفاء، فهي كالنهر لا ينضب من العطاء، فأينما وجدت الصداقة الصادقة تجد بر الأمان في هذه الحياة. الصداقة والصدق لا يوجد فرق بينهما لأنهما وجهين لعملة واحدة، الصداقة هي شجرة ذات جذور قوية تجد عليها اوراق في غاية الروعة (هي الصدق)، تجد بعضها ذابلة (هذه بعض الاوقات العصيبة التي تمر عليها)، وتجد ساقها طرياً فهذا هو الجانب المضئ فيها، وكلما كانت جذور الصداقة في قاع الارض كانت الصداقة بعيدة عن العواصف التي قد تقتلعها. للاسف الشديد نجد في يومنا هذا بعض الاصدقاء يتبعون الطريق المؤدي للهلاك وبالمقابل تجد الطرف الآخر هو من يشجعه بدافع أنه لا يستطيع ان ينصحه، وهذا من عقوق الصداقة ان ترى صديقك يفعل الذنب مراراً وتكراراً ولا ينطق لسانك بنصحه، اي صداقة تهوي بصاحبك إلى النار؟ كن صديقاً تأخذ بيد صديقك نحو الخير وتحثه عليه، اعط صديقك ولا تنتظر ان تأخذ منه، كن كالشمس التي تظلنا بنورها ودفئها، تغمر الوجود بأشعتها ولا تنتظر منا رد العطاء، خذ صفة من اجمل صداقة شهدها التاريخ ولم نجد مثلها (صداقة ابا بكر الصديق بمحمد خاتم النبيين عليه السلام)، فعلاً هي اروع صداقة كانت على الارض. اجعل صديقك هو ملجأك حين تشتد بك النوائب، وتكثر عليك الاوهام والاحزان، فالإنسان لابد ان يفضفض لشخصٍ قريب منه، ووجود دفء المشاعر المخلصة سيخفف الكثير من آلامنا، ولا ننسى ان الصداقة الحقيقة تكشف ذاتها عند المواقف العسيرة، وإلا فما فائدة الصداقة؟ لحظة: لنعلم جيداً ان الصديق الوفي لا يقدر بثمن، ولا يضع علاقته في ميزان الحسابات والتوازنات، هذا النوع تجده نادر كالعملة النادرة، فالعلاقات كلها اصبحت في يومنا مطروحة في البورصة. دقيقة: الكثير من الناس لا يجزم بتكوين صداقات في هذا الزمن فصدمة خيبة الامل في الصداقة هي رصاصة في الفؤاد، فيكتفي الكثيرون بأصدقائهم ولا يسعون بالمغامرة بين هذا وذاك. نصيحة: إن كانت لديك صداقة فحافظ عليها وحثها على الخير واجعلها تتبع سبل النور، فلا بارك الله في صديقٍ يحث صديقه على الشر ويهوي به في جهنم.