13 سبتمبر 2025

تسجيل

(من يوقف جنكيز خان ؟)

08 سبتمبر 2011

ما يحدث في سوريا على يد النظام البعثي السوري تحت قيادة القائد المغولي الجديد جنكيز خان .. أقصد بشار الأسد يكاد يعد من حروب الإبادة التي لا أفهم سبباً مقنعاً للسكوت عنها دون تدخل من الدول العربية والإسلامية، خاصة أن ما يحدث هناك يقع ضحاياه أبرياء مدنيون وإخوة أشقاء لنا في الدين والعروبة، ولكن الصمت العربي والإسلامي يكاد يطير بالعقول ويذهب بالألباب، وكأن شيئاً لا يقع في تلك البقعة التي باركها الله بمباركة وجود المسجد الأقصى بقربها. هل يعقل أن يتفرج العالم العربي والإسلامي لمدة تزيد على الخمسة أشهر على ما يحدث لأهل سوريا من قتل يومي على يد الجيش السوري المدعوم من إيران وحزب الله اللبناني ؟ وهل يعقل أن تراق الدماء وتزهق الأرواح لكونهم أرادوا الحرية والهروب من نيران ظلم هذا الطاغوت المتكبّر المتجبّر الذي يسير على خطى والده في سفك الدماء وإبادة المعارضين له بل وطمس كل ملامح الهوية الإسلامية المتبقية في نفوس المؤمنين الموحّدين من أهل الشام ممن لم يرضوا أن يشركوا بربّهم كما أشرك غيرهم بالله وجعلوا له شركاء من دون الله ممن حولهم في إيران والعراق ولبنان ؟ أيعقل أن تُنتهك حرمة المساجد وأن تُقصف المآذن وتُبعثر المصاحف ويُهان كتاب الله عزوجل ويُعتدى على ضيوف الله في بيوت الله وهم وقوف بين يدي الله أو بعد أدائهم الصلاة فيُقتلون أو يُصابون أو يُعتقلون أو يُهانون ؟ أيعقل أن تُنتهك حرمة شهر رمضان المبارك .. خير الشهور .. شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران .. شهر القرآن .. وأن يُقتل الناس فيه وأن يُعتدى عليهم وهم يؤدون فيه صلاة الجمعة أو التراويح والقيام وسائر الصلوات ؟ هل نحن أمام جيش كافر أم جيش ملحد أم جيش لا دين له ؟. إن من يتفرج على جنود هذا النظام المجرم يجزم بأنهم قد تمردوا واستعلوا واستكبروا كثيراً، فمن يشاهد لقطات إهانة المعتقلين وضربهم وركلهم في وجوههم ودهسهم بالدبابات وقتلهم أو الوقوف على أجسادهم، وإجبار المؤمنين المسلمين من أهل سوريا على الإشراك بالله وقول ( لا إله إلا بشار ) وغيرها من موجبات الكفر الصراح، إن من يشاهد ذلك ليكاد يجزم بأن هؤلاء الأوغاد قد علو علواً كبيراً، وبالغوا في الفساد والإفساد، لعلمهم بأنهم جزء من نظام قمعي لا يعترف بالرأي ولا حتى بحرمة الدين ولا بحرمة المساجد ولا شهر رمضان، بل ولا يعترف بوجود الله المنتقم الجبّار الذي يعلم ما يفعلون ويقولون، ولعلمهم كذلك بأنه ليس هناك أحد قادر على أن يتدخل لإنقاذ هذا الشعب المسلم المسالم من بطش هذا الطاغية المستبد المستأسد الذي لم يكترث بأقوال المنادين أو المطالبين له بالتنحي أو حتى بوقف مسلسل القتل، لكنه لم يعبأ بذلك ولسان حاله يقول ( سأفعل ما يحلو لي بشعبي ). إنها مهانة والله أن يقوم نظام عربي فاشي نازي بإبادة شعبه تحت أنظار وسمع العالم العربي والإسلامي بكافة حكامه ومنظماته ومؤسساته وعلمائه وأفراده ولا يتحرك منهم أحد بشكل فعلي عاجل لوقف تلك الحرب الهمجية ضد إخوة لنا في الدين والعروبة، ولعل أقوى ما تم فعله هو الدور التركي بقيادة البطل رجب طيب أردوغان وتحركاته وأقواله وأفعاله التي قلبت الموازين وجعلت إيران تمارس تدخّلاً سريعاً لنصرة بشار الأسد في عدائه لشعبة المسلم وتتحرك بخبث في المنطقة من أجل أن تفوز حليفتها سوريا كي لا يُهزم المشروع السرطاني الإيراني الممتد من إيران إلى العراق إلى سوريا فلبنان، مما جعل الضغط كله على تركيا في حين جلس بقية العالم العربي والإسلامي يتفرج على ما يجري، حتى أن أحد الأصدقاء أغاظني بكلامه مستهزئاً ومتندراً على الدور التركي بقوله ( سنشاهد ماذا سيفعل أردوغان ؟ ) في استهزاء منه وفي إشارة منه كذلك بأن دور تركيا ماهو إلا كلام فقط !، مغمضاً عينيه عن دورها الإيجابي والمؤثر في كافة قضايا العالم العربي والإسلامي وآخرها حرب غزة، ومغمضاً عينيه كذلك عن الدور السلبي لكافة الدول العربية والإسلامية إلا من رحم ربي، فأمثال هؤلاء المحبطون المثبطون من الطبيعي تواجدهم في أوقات الأمة العصيبة حيث يكثر المنافقون الذين يحطّمون الآمال ويهدمون كل بارقة أمل في النصر والنجاح، فهم قد قالوا للمسلمين من قبل في غزوة تبوك ( قالوا لا تنفروا في الحر، قل نار جهنم أشد حراً لو كانوا يفقهون ) يسعوون بكل طريقة وأسلوب في إحباط عزائم المؤمنين وبالأخص في ساحة المعركة حين يلتقى المسلمون بأعدائهم، بدلاً من أن يبثّوا الحماس في نفوس الصامدين المجاهدين لنصرة دين الله عزوجل وقتال العدو الظالم. إن الدور التركي الذي لعبته تركيا ولاتزال من أجل وقف هذه الحرب تجاه شعب سوريا، وكذلك الدور القطري والسعودي المشرّف، لا يكفي أبداً في هذه المرحلة التي بدى فيها النظام السوري عازماً على المضي قدماً في حرق شعبه وإبادتهم دون هوادة، فلا يكفي أبداً أن يتم سحب سفراء ونحوها من وسائل التصعيد الدبلوماسي اللبق نوعاً ما، فهذا النظام لا يجدي معه ذلك وإنما نريد تدخلاً قسرياً وتصعيداً دولياً ضد هذا النظام وضد بشار الأسد لمحاكمته كمجرم حرب، وممارسة جميع أنواع الضغوط عليه حتى يسقط هو وأعوانه وأتباعه من خلفه في إيران وزمرتها في المنطقة العربية والإسلامية، إن ما يحدث جريمة لن تغتفر لكل من شاهد واستمع ولم يحرّك ساكناً، والمصيبة الكبرى أننا أمام نظام يفعل فعل اليهود بل وأبشع من أفعالهم في الفلسطينيين، ولا يزال هذا النظام محسوباً على العالم العربي والإسلامي فأين هي العروبة وأين هو الإسلام .. إن كانوا صادقين، فهل سنتفرج كما تفرج الذين من قبلنا على أهل مدينة حماة وهم يبادون على يد حافظ الأسد .. حتى قيل (كان هنا مدينة يقال لها.. حماة)، أم أننا سنواصل التفرج على إبادة كل مدن سوريا على يد ابنه بشار الأسد .. حتى يقال (كان هنا دولة يقال لها.. سوريا).