15 سبتمبر 2025

تسجيل

دروس من كورونا (3) ترتيب الأولويات

08 يوليو 2020

من أهم الدروس التي تعلمناها في فترة الجائحة العالمية كورونا كوفيد-19 هي أهمية ترتيب الأولويات، ففي فترة الكورونا أصبح الناس فقط يبحثون عن الأولويات، حيث كانت هي الأهم ولم يكن هناك وقت للكماليات، لكن هناك فئة من الناس الذين لم يكن لديهم وعي بترتيب الأولويات، فكانوا يظنون بأن كمالياتهم هي أولويات. فعلى سبيل المثال نرى شخصا يظن انه لا يستطيع أن يعيش بدون الذهاب إلى المجلس لأصحابه على أساس انها أولوية، ويضرب بكافة التعليمات والإرشادات عرض الحائط ويظن في نفسه أن هذه من أولويات حياته وهي فعليا كمالية يستطيع الإنسان أن يعيش بدونها، خاصة اذا كانت قد تسبب ضررا كبيرا له ولأسرته ولمجتمعه وللدولة ككل. في الفترة الماضية اكتشفنا أننا نستطيع أن نعيش بدون أشياء كثيرة حرمنا منها بسبب الجائحة ولكن الحياة استمرت بدونها فهذا يجب ان يكون درسا لنا، إنه ليس كل ما نظنه من الأولويات هو أولوية، ولكن يجب ان تدرس أنت أولويات حياتك ويكن لديك وعي بماهيتها. ومن المهم جدا أن تعيد النظر إلى الكماليات في حياتك وأن لا تجعلها أولوية لا تستطيع العيش بدونها، حيث إنك ستصبح سجينا لها بمحض إرادتك وهذا الشيء سيكون عبئا عليك وسيترسخ في نفسك أن هذا الشيء من الضروريات وهو في الحقيقة قد يُعد من كماليات الكماليات. يجب أن تعي بترتيب الأولويات من حيث الأهم، فحتى الأولويات بعضها من الممكن أن تتأجل من أجل شيء أهم، فقد تم إغلاق المساجد من أجل المنفعة العامة والصحة والحد من انتشار المرض، فالمساجد من الأولويات، ولكن في هذه الفترة ظهرت أولوية امامها بسبب الحاجة. من الضروري جدا الجلوس مع النفس جلسة مصارحة ومراجعة شريط حياتك خلال فترة الجائحة وقبلها، والتخلص من الكماليات التي كانت تثقل كاهلك والتي كانت تسيطر على حياتك وهي أمور ثانوية، ولكن أنت أو المجتمع جعلها من كماليات حياتك بدون أن تشعر. عبدالرحمن أحمد العبيدلي