13 أكتوبر 2025
تسجيلالمشهد الإعلامي القطري يشهد تقدما كبيرا في الكثير من الجوانب الإعلامية المختلفة وأتمنى أن يزداد ذلك التقدم بعد أن تم إطلاق المدينة الإعلامية وتشكيل مجلس إدارتها وتعيين مديرها العام. نحن بحاجة الآن إلى تطوير وتثقيف أكبر في إعلامنا المحلي ليتناسب مع الإمكانيات المتوفرة له سواء على صعيد الإعلام التقليدي أو الإعلام الجديد (وسائل التواصل الاجتماعي) . فمثلا في الإعلام التقليدي الرسمي للدولة نجد أن الإعلام المكتوب يحظى بنسبة كبيرة من حرية التعبير وليست مطلقة ولكنها تؤدي إلى توازن مطلوب بين شرائح المجتمع وتعطي مساحة متميزة لإبداء الرأي ..مع ما قد يضعفها من بعض السياسات التحريرية من قبل بعض رؤساء التحرير ..ولا دخل للحكومة بها من شيء .. مع ذلك استطاعت الصحافة القطرية أن تلعب دورا مهما يؤثر في صناع القرار وتعمل على تثقف المجتمع وتمنحه الدور الريادي المطلوب مع الأخذ بالاعتبار احترام الدين والعادات والتقاليد وعدم التدخل في الأمور الشخصية للآخرين . أما الإعلام البصري والمسموع فتقل فيه مساحة الحرية التعبيرية وتكاد تنعدم حيث لا يوجد في التلفزيون الرسمي أي مجال لحرية الرأي أو التعبير ويكرس التلفزيون بشكل دائم على ما هو إيجابي عن قطر . الإعلام السمعي في قطر يشبه الإعلام البصري وقد يتفوق عليه في برنامج واحد تعطى فيه حرية التعبير مجالا أوسع ألا وهو برنامج "وطني الحبيب صباح الخير" حيث يستطيع الجمهور التعبير عن مشاكلهم بأكثر طلاقة وحرية .. أما الإعلام غير الرسمي ويتمثل في قناة الجزيرة وبعض المواقع الإلكترونية وبرامج التواصل الاجتماعي فلديها مساحة كبيرة من الحرية في التعبير وقد وضعت قطر في الخانة البرتقالية في تصنيف الأمم المتحدة لحرية الإعلام وهي أعلى قليلا من الخانة السوداء والتي تعني لا حرية للإعلام في البلد . وقد ساهمت تلك المساحة من حرية التعبير الى تجاوب المسئولين بشكل كبير مع ما يتطلبه المجتمع وأصبح لهذا الإعلام متابعون وانتشار واسع وتأثير مباشر على أصحاب القرار. ولا يقلل من مدى أهمية هذا الإعلام سوى بعض المتابعات القانونية والتي باتت تشكل دائرة خانقة للبعض .. من خلال متابعاتي كإعلامي ومدرب معتمد من منظمة اليونسكو للتربية الإعلامية لاحظت بأن هناك تعطشا لدى المجتمع القطري لمعرفة طرق التربية الإعلامية الصحيحة وكيفية تحصين نفسه بها .. الكثير ممن تم إعطاؤهم دورات بهذا الخصوص أصبحوا على دراية تامة بالتربية الإعلامية وبات ذلك واضحا في تعاملهم وشكوكهم للكثير من الرسائل الإعلامية التي يتلقونها، مما يجعلهم يتحرون الدقة ولا ينشرون إلا ما هو صحيح ومتميز. في نفس الوقت أرى بأن الغالبية العظمى من المجتمع كما هو في باقي المجتمعات العربية لا تزال تنغمس في الكثير من التضليل الإعلامي وهذا لا نجده في المجتمعات الغربية إلا نادرا . وأرجع الأسباب إلى قدرة المسئولين عن التعليم في المجتمعات الغربية من إدخال التربية الإعلامية في المناهج الدراسية وأصبحت الناشئة لديها حصانة وتعرف معنى التربية الإعلامية وتطبقها في حياتها بشكل سليم . كل ما نريد أن نوصله الى الجمهور هو معرفة معنى الرسائل الإعلامية بأنواعها المختلفة سواء كانت نصا أو صورة أو فيديو وفهمها وتحليلها ثم المشاركة بها حتى يصبحوا واعين لما يدور حولهم من فضاء إعلامي واسع وبذلك تتحقق لديهم تربية إعلامية صحيحة . أرى بأن المسؤولية تقع على المسؤولين في وزارة التعليم لإدخال التربية الإعلامية للمناهج الدراسية وهي لست بحاجة لأن تكون مادة أساسية حيث إن التربية الإعلامية يمكن أن تدخل في كل المواد . بذلك نضمن بإذن الله تحصين وتثقيف المجتمع والنشء بمبادئ التربية الإعلامية ليكون لدينا جيل واع ومثقف إعلامياً. [email protected]