01 نوفمبر 2025

تسجيل

وردة لن يحملها "توني بلير"

08 يوليو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تقدم "توني بلير" باعتذار! هكذا يزعم، فهل يمكن أن نحاوره قليلا بشأن "ثقافة الاعتذار"؟ هل يمكن أن نقول له: لا أنت "مطرب عاطفي" ولا نحن في مشهد ختامي لـ"ميلودراما" نكتشف فيه أن "الشرير" لم يكن شريرا تماما، وأنه "أخطأ التقدير" ليس إلا! يا سيد "بلير": هل يمكنك ـ أولا ـ إحصاء "مئات الآلاف" الذين قتلتهم بمشاركتك في اجتياح العراق الذي اعتبرته مجرد سوء تقدير، وقلت عنه "أتحمل كامل المسؤولية وأعبر عن ألمي وأسفي وأقدم اعتذاراتي"؟ تقدم اعتذاراتك! حسنا: إن الاعتذار يحتاج إلى "وردة" تدعمه، لكنك لا تستطيع أن تحمل هذه الوردة المرسومة بقطرة واحدة من دماء كل ضحية تتحمل وزرها! صدقني: إنها أثقل بكثير من أن تحملها. يا سيد بلير: إن المذبحة المستمرة في "العراق" حتى اليوم، انفلتت من عقالها مع اجتياحه في مارس 2013، ذلك الاج ض صلاحيات مجلس الأمن".. وفي إحدى خلاصاته: "استنتجنا أن بريطانيا قررت الانضمام إلى اجتياح العراق قبل استنفاد كل البدائل السلمية لنزع أسلحة البلاد. العمل العسكري لم يكن حتميا آنذاك".فكيف بعد هذا كله تقول "لم تكن هناك أكاذيب، لم يتم تضليل الحكومة والبرلمان ولم يكن هناك التزام سري بالحرب"؟ ألم يكن ادعاء امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل كذبة؟ ألم يكن ما كتبته لجورج بوش التزاما بالحرب؟يا سيد بلير: إن ما تسميه اعتذارا ليس أكثر من "مراوغة" أخرى، ولا أدرى بأية صفة يمكن أن توقع هذه التصريحات: هل بصفتك رئيس وزراء بريطانيا الأسبق المشارك في عدوان لا شرعية له على العراق، أم بصفتك "مبعوث السلام" الذي تربح من صفته هذه، وحصل، حسب تقرير نشرته "صنداي تايمز" على قرابة 200 مليار دولار من عدة دول مستغلا صفته، أم بصفتك المستشار الاقتصادي لقائد الانقلاب "عبد الفتاح السيسي" الذي تعتقد إيطاليا أن سلطته متورطة في قتل "جوليو ريجيني" ويؤكد البرلمان الأوربي أنها "فشلت في تفسير ملابسات قتله"؟ وسؤال آخر: هل يمكن تصديق اعتذار من يواصل المشاركة في القتل؟تياح الذي دان تقرير "شيلكوت" قرار مشاركة بريطانيا بقيادتك فيه، وهي مشاركة "مع سبق الإصرار" بدليل أنك كتبت لـ"جورج دبليو بوش" قبيل شهور من الحرب تقول "سأقف إلى جانبك مهما حدث".. هكذا! بينما يؤكد التقرير أن مبررات الاجتياح كانت محض أكاذيب، وأنه عدوان على الشرعية الدولية التي زعم ـ كذبا ـ أنه يدافع عنها، حيث جاء في التقرير "في ظل عدم وجود غالبية تدعم العمل العسكري، نعتبر أن المملكة المتحدة عملت، في الواقع، على تقوي..