15 سبتمبر 2025

تسجيل

فضلُ بعض سور القرآن (4)

08 يوليو 2015

جاء في حديث صحيح، يوصي به النبي عليه الصلاة والسلام بقراءة القرآن، وأخبر أنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، خص بالذكر الزهراوين البقرة وآل عمران، وأوصى بقراءتهما، وقال إنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما فرقان من طيرٍ صواف تحاجّان عن أصحابهما، وهذا تخصيص بعد تعميم يدل على مزيد فضل هاتين السورتين.وسورة البقرة، هي سَنام القرآن، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (إن لكل شيء سناما، وسنام القرآن سورة البقرة، وإن الشيطان إذا سمع سورة البقرة تقرأ، خرج من البيت الذي تقرأ فيه)، وهي تحوي أعظم آية في كتاب الله، هي آية الكرسي، الآية التي من واظب عليها بعد كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت، كما صح ذلك في الحديث، وزيادة على هذا الأجر العظيم الذي لا يفوّت، أن من قرأها بعد الصلاة كان في ذمة الله إلى الصلاة الأخرى، فيا له من فضلٍ عظيم، من الله ذي الفضل العظيم.وختمت هذه السورة بآيتين، قال عنهما رسول الله: (إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانِيهِما من كنزه الذي تحت العرش، فتعلموهنّ وعلموهنّ نساءكم وأبناءكم، فإنهما صلاةٌ وقرآنٌ ودعاءٌ). يبين لك جليل فضلها، قول النبي عليه الصلاة والسلام: (من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ كفتاه)، أي تكفياه عن سائر الذكر والطاعة في الليل، إذا لم يقرأ ويفعل شيئاً سواهما.ومن السور التي لها فضل مخصوص، سورة الكهف، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال)، وفي رواية (من آخر سورة الكهف)، ومن المعلوم لدى جميع المسلمين، أنها تقرأ يوم الجمعة، لما جاء في الحديث، أن من قرأها يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين، فلا تحرمنا اللهم نورك، إنك أنت نور السموات والأرض.أختم مقالتي ببشرى زفّها لنا نبينا الهادي البشير صلوات الله وسلامه عليه بقوله في الحديث الصحيح: (أبشروا، أبشروا، أليس تشهدون أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟ قالوا: نعم، قال: فإنّ هذا القرآن سبب، طَرَفُهُ بيد الله، وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به، فإنكم لن تضلوا، ولن تهلكوا بعده أبداً).اللهم وفقنا للتمسك بالقرآن كما ينبغي، على الوجه الذي تحبه وترضاه، وآتنا ما وعدتنا على لسان نبيك من البشرى، وارحمنا بالقرآن، واجعله لنا إماماً وهدى ونورا ورحمة، اللهم ذكرنا منه ما نُسّينا، وعلمنا منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، واجعله لنا حجة يا رب العالمين.