18 سبتمبر 2025

تسجيل

الصبر عن المغريات

08 يوليو 2014

أنت أيها الشاب التقي النقي في موسم الطاعات وأفضل الأيام. فليكن خلقك القرآن ومنهجك الإسلام وشريعتك وأحكامك الفرقان، ولتكن مميزا في كل شؤون حياتك، تظهر عليك علامات الإسلام وأمارات التقوى وصفات المسلم الذي يعتز بالقرآن وآدابه ويكون مثله وقدوته سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وتستطيع محاربة جميع المظاهر السلوكية المنافية لقيم الإسلام تعاليمه، فتكون عنصرا بناء فعالا نافعا، فلو سلمت للمسلم شخصيته الأصيلة وسلمت له مناهله الفكرية والروحية التي يستمدها من مبادئ الدين الحنيف من خلال القيم والمثل العليا التي ينبغي أن تغرس في أركان وجنبات كيان الأمة، فتحقق لأمتك هويتها التي بها أخرجت للناس فكانت خير الأمم، فالإسلام يدعو الناس إلى كل خير لما فيه من صلاح حياتهم الدنيا وسعادتهم في الآخرة وإننا في هذا الشهر العظيم، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، فرض الله علينا صيامه وأمرنا بأن نكثر فيه من الطاعات، فهو يدربنا على الصبر والذي يجب علينا جميعا أن نتواصى به والنصح له والحرص على تقوى الله في جميع الأمور.وحيث إن المسلم يتدرب على الصبر، فليكن صبره في طاعة وعند جلوسه للذكر والقرآن وصلاة التراويح، أما الصبر الذي يضيع الأوقات ويهلك الإنسان ويكون سببا في اقتراف الآثام بجلوس المرء ساعات على شاشة التلفاز أو شاشة التليفون أو شاشة الكمبيوتر، يطالع الأسرار ويكذب في الحديث ويتخذ من المتحدثين أخدانا، فإنه يضيع الصيام والقرآن بعظيم الآثام ويدعي بأنه يسلي الصيام. لقد أخطأت في صبرك، فصبرك الآن على الآثام وأخطأت في عملك فضيعت بذلك الأوقات، وستندم في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. أما الذي يترك ما لا يفيد وينشغل بما يفيد، فإنه يعلم أن في ذلك سعادة الدنيا والآخرة وصفاء القلوب وصلاح المجتمع. فالصبر صفة يتسم بها المسلمون وتعتبر من صفاتهم وأخلاقهم التي يتسمون بها عن غيرهم والصبر يكون في جميع وجهات الحياة اليومية ونحتاج إليه في الحياة لكي نعيش بهدوء وعقلانية وحياة خالية من المشاكل. والصبر متعلق بالإيمان، لذلك ينال المرء عليه الأجر والثواب، فمن غمر قلبه الإيمان تزين بالصبر، لأن هذا الخلق العظيم وهذه الصفة تجعل من صاحبها إنسانا ذا مكانة عالية وعظيمة، يتزين بالوقار والاتزان والحكمة ويعطي الإنسان الهيبة واحترام الآخرين له، فالصبر صفة من صفات الأنبياء ينبغي أن يكون في طاعة وبعد عن المعصية، لأنه حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع وهو حبس النفس وقهرها على مكروه تتحمله أو لذيذ تفارقه وهو عادة الأنبياء والمتقين، وحلية أولياء الله المخلصين، وهو من أهم ما نحتاج إليه نحن في هذا العصر الذي كثرت فيه المصائب وتعددت، وقل معها صبر الناس على ما أصابهم به الله تعالى من المصائب والصبر ضياء، بالصبر يظهر الفرق بين ذوي العزائم والهمم وبين ذوي الجبن والضعف والخور. وعندما نتكلم عن الصبر فإننا نتكلم عن نصف الإيمان وعن مبدأ أساسي من مبادئ ديننا والذي يساعدنا على الصبر هو فهم قيمته ومعرفته، لأن الله فرض علينا الفرائض ليزكي أنفسنا، فهذا رمضان الذي أوجب الله علينا صيامه والصيام يدربنا على الصبر وضبط النفس وقوة التحمل، فعلينا الاقتداء برسولنا في الصبر والتحمل لكي ننال الأجر والثواب.ومن أنواع الصبر المحمودة والتي يؤجر عليها المرء، الصبر على طاعة الله تعالى، لأن الطاعات تحتاج من الإنسان إلى بذل الجهد في القيام بها وأدائها على أكمل وجه، مثل أداء الصلوات في أوقاتها وغيرها من الطاعات التي تحتاج إلى صبر وعزيمة في القيام بها والصبر على الصيام والامتناع عن الطعام والشراب وكذلك الصبر على المعصية، فالمغريات كثيرة، لذلك نحتاج إلى الصبر العظيم والإرادة القوية لعدم الوقوع في المعصية.فالمسلم شخصيته اجتماعية تقف عند أوامر الله تعالى ونواهيه في السلوكيات عامة وكيفية المعاملة مع الناس.