تعب القلوب

يستخدم القلب دائما في الروايات والقصص الرومانسية على أنه المكان الذي تنبثق منه العواطف وتلتهب فيه المشاعر, فالقلب هو « رمز الحب والعشق « في غالبية المفاهيم العاطفية , وهذه العبارة هي خطأ شائع لأن العواطف لاتنبض من القلب , بل مركزها الحقيقي هو المخ البشري الذي يصدر الأوامر ويتلقاها , ويبقى القلب هو المؤشر المحسوس على تلك الأوامر بحيث تزيد ضرباته مع الانفعالات العاطفية. والقلب هو المصنع الذي تدخل الدورة الدموية اليه وتخرج منه وهو يضرب نحو سبعين ضربه في الدقيقة ومائة ألف ضربة في اليوم وستة وثلاثون مليون ضربة في السنة الواحدة . وهو بذلك يحتاج الى جسم سليم ونفس هادئة لكي يقوم بمهمته الصعبة على أكمل وجه . والا فانه يتعرض لأزمات قد تؤدي بأصحابها الى الموت في حالات معينة، فكيف نحافظ على هذا العضو الفعال في أجسامنا ؟ تشير الاحصاءات في أوروبا و أمريكا الى ارتفاع نسبة أمراض القلب لدى الرجال أكثر منها لدى النساء. الا أن الاحصاءات الجديدة تشير الى ارتفاع نسبة الوفاة بالأزمات القلبية بين النساء عن معدلها في الأعوام الماضية. ويعزو الأطباء ارتفاع هذا المعدل بين النساء الى زيادة الضغوط الأجتماعية أو النفسية على المرأة الآن، فهي تعمل داخل المنزل وخارجه. وهي مسئولة في عملها ومنزلها وأمام زوجها وأولادها . وفي الدول الغربية نادرا مايساعد الأهل المرأة في تربية أطفالها. وسواء في أوروبا أو في العالم العربي فان الأم تواجه ضغوطا عادة ماتقودها الا التوتر الذي هو سبب رئيسي في أمراض القلب . ومن أسباب أمراض القلب التدخين الذي يؤدي الى الاصابة بأزمة قلبية في منتصف العمر . اذ تؤكد الاحصاءات الأمريكية أن 25 % من أمراض القلب ناجمة عن التدخين في سن مبكرة، فالتدخين يزيد من عدد ضربات القلب ويجعلها غير منتظمة ويزيد في ارتفاع ضغط الدم ويخفض نسبة الأكسجين في الدم و يؤدي الى جلطات دموية داخل الشرايين ويعود السبب الآخر الى نوعية النظام الغذائي، والأغذية التي نتناولها حيث تؤثر بشكل مباشر على حركة القلب ونشاطه , لذلك ينصح الأطباء بالتعود على النظام الغذائي الصحي من الصغر وذلك بالابتعاد عن الأطعمة الدسمة المليئة بالدهون وتناول الوجبات في أوقاتها , كما ينصح بالاكثار من تناول الأسماك فتناول 30 جراما فقط من الأسماك بشكل يومي يقلل من احتمال الاصابة بأمراض القلب بنسبة 50%. كما ينصح الأطباء بالاكثار من استخدام الثوم في الطعام لأن الثوم يؤدي الى تخليص الأوعية الدموية مما يترسب على جدرانها من الكولسترول , كما أن المواد الفعالة في الثوم تعمل على تخليص الجسم من الكولسترول بتخزينه تحت الجلد في صورة غير فعالة تحترق وتستهلك بالتمارين الرياضية والمجهود العضلي , واستخدام الثوم في حد ذاته يمد الجسم بجميع أنواع العناصر المعدنية والزيوت الطيارة والمواد التي تساهم في قتل البكتيريا والفيروسات خاصة تلك التي تصيب الجهازين التنفسي والهضمي بالاضافة الى خاصيته العلاجية في تخفيض نسبة السكر في الدم . والسبب الآخر في الاصابة بأمراض القلب يعود الى الخمول وقلة الحركة . فممارسة الرياضة بأنواعها حتى ولو كانت مشيا ، لها أكبر الأثر في تنشيط الدورة الدموية وتغذية القلب بالدماء المطلوبة , وانتظام الدورة الدموية والعكس صحيح . اتمنى ان قدمت بعص المعلومات المفيدة والى لقاء آخر.