10 سبتمبر 2025

تسجيل

قراءة نقدية في رواية (شتاء فرانكفورت) للكاتب جمال فايز

08 يونيو 2023

صدرت للروائي وكاتب القصة جمال فايز روايته الأحدث له في أعماله الأدبية: (شتاء فرانكفورت) 2021 من القطع المتوسط وعدد صفحاتها (152) صفحة والمتوفرة في المكتبات من خلال الموزع المعتمد مجموعة دار الشرق. استطاع الكاتب جمال فايز بقلمه الذي اعتدنا عليه في أسلوبه أن يجعلني أكمل قراءة روايته في جلسة واحدة برغم أني لم أكمل روايات كثيرة لقراءتي لها، ولكن شدتني هذه الرواية اسقاطاتها الجميلة للكاتب التي أعطت صدق الأحداث الخيالية بواقع حدث حقيقي بمضمونها ومستواها يشبه واقع يحدث لمئات من الناس. أبرز الكاتب البعد النفسي والاجتماعي لكل شخصية كما برز حدث حقيقي في روايته والمتمثل في حدث استثنائي يقام في قطر هذه الدولة التي حملت بين أكتافها هذا الحدث الغر الكبير وهو مونديال كأس العالم لكرة القدم 2022. سياقه النص الأدبي سلس، اللغة بسيطة، وبالنسبة للغلاف والعنوان، غلاف أنيق يدل على عنوان الرواية واختيار بارد للون الثلجي ودافئ بلون السواد واللون الرمادي ليبعث دفء الألوان للغلاف ورغم ان الرواية تدور احداثها في فصل الشتاء فقد نجح الكاتب في ان يشعرنا بدفء الإحساس بين الفتى أحمد ورجل الشارع دنيال. نلحظ عند قراءة الرواية إنها سردت بلسان الراوي العليم في حين استنطق شخصياته بضمير المتكلم أيضا، ولكن أذهلني حقيقة طريقة السرد فقد أدخلني الكاتب في واقعية الرواية وكأنه مشهد تتوالى أحداثه العادية في الحياة، فقد أعطى احساسا بأن الكاتب كان يكتب روايته بكل استرخاء. المكان كان متنوعا في الرواية ومتنقلا بين الفندق، الأزقة، وساحة الاستعراض وغيرها من الأمكنة المختلفة المذكورة بها في حين أن الروائي لم يتقيد بزمن معين فالأحداث وقعت في أيام معدودة التي تسلسلت فيها الأحداث وتفاصيلها، فكانت الزمكنة متوافقة مع الأحداث والشخصيات والبعد النفسي والاجتماعي للشخوص. لو تحدثنا عن شخصيات الرواية ففيها أكثر من شخصية وكل شخصية أبرز الكاتب حقها في الرواية إن كان دورًا بطوليًا أو مساعدًا ربما رغبة منه لتكوين الأدوار المساعدة في الرواية، لهذا كانت الشخصيات الثانوية للرواية لها دور في اكمال أحداثها، وتجلت هذه الشخوص من خلال الحوار والافعال والمنولوج والفلاش باك والعواطف التي تعترض حياتها الخاصة ومع المحيطين بهم. وتدور أحداث الرواية حول فتى في عقده الثاني أراد قضاء إجازته في مدينة فرانكفورت الألمانية، هذه المدينة الجميلة بعماراتها الشاهقة، واشجارها الباسقات، ومساحاتها الخضراء وغيرها من الأوصاف التي ذكرها الكاتب، ووصف عام عن حياة الناس، ولكنه - أي الفتى - بدل أن يستمتع في قضاء اجازته قضى أياما متعبة وليالي قاسية، ولولا دانيال الذين حظي به وعاونه في بحثه في العثور على مسروقاته او يجد وسيلة يجد بها السارقين الصبية الثلاثة دانيال وآرثر وايدن الذين أخذوا أمتعته. فعوضه الله بدانيال وتعايش معه، وظل خلال بحثه يحن للعودة إلى وطنه واسرته. وذكر المؤلف بعض الوقائع الحقيقية التي تستحق التوقف عندها مثل: السفر للخارج للقمة العيش كسائق التاكسي الباكستاني الذي اتى لمدينة فرانكفورت لهذا السبب ويرسل بعض الأموال لأولاده في "بيشاور" وحديثه عن مشاعر الدينيه وأمنية بتأدية فريضة الحج، والحديث عن مونديال قطر، أظهر بعض أسماء العرب وصفاتهم، مثل حديثه عن: حاتم الطائي، وحديث بطل الرواية خلال رحلة السفر إلى ألمانيا عن مشاهدته الفيلم القطري "عقارب الساعة" للمخرج خليفة المريخي. هذه رحلتي بعد قراءة هذه الرواية التي وجدت بها ترابطا انسانيا، ونجح المؤلف في الغوص في التفاصيل الدقيقة لأصغر الأمور في انسيابية سرده، وأظن هذه ستجعل القارئ متحفزا لقراءة ومتابعة الرواية للوصول إلى خاتمتها فكل التحايا للروائي وكاتب القصة جمال فايز.