28 أكتوبر 2025
تسجيلفي حروب الشرق المستعرة منذ أعوام خصوصا في الساحتين العراقية والسورية، برز أمراء حرب، وبرزت قيادات ميدانية، بعضها انطفأ نجمه، وبعضها ما زال حيا يسعى ويتحرك ويدير ملفات الصراع بأوضاع ونتائج مختلفة، وقد أفرزت المعارك الأخيرة في الساحتين السورية (حلب وريفها)! والعراقية (غرب وشمال العراق) اسم السردار أو اللواء الإيراني قاسم سليماني قائد العمليات الخارجية في فيلق القدس للحرس الثوري الإيراني بصفة الجنرال الذي لا يقهر والذي يتنقل بحرية ونشاط بين مناطق الصراع الساخنة في الشرق الأوسط رغم العقوبات الدولية المفروضة عليه وتظهر صور عديدة له وهو يقود الميليشيات العراقية الطائفية المسماة اختصارا (جحش)! وهو يوجهها ويرسم لها الخطط! أو يحدد مسار العمليات! حتى كاد أن يتحول ذلك الرجل الإيراني لوزير دفاع متحرك لكل من سوريا والعراق؟ قاسم سليماني الذي يلهج الأتباع بتحويله لأسطورة هو في حقيقة الأمر مجرد عنصر من عناصر جهاز الحرس الثوري لا يمتلك أي خلفيات علمية استراتيجية حقيقية، فقد ترعرع وسط أجواء الحرب العراقية - الإيرانية كمتطوع في جهاز الحرس الثوري عام 1979 وعاش مراحل تلك الحرب التي انتهت عام 1988 بهزيمة إيرانية بتجرع كؤوس سم هزيمة القبول بوقف إطلاق النار والتراجع عن المطالبة بالشرط الإيراني الرئيسي وهو: (إقامة الجمهورية الإسلامية في العراق)، فلم يتحقق ذلك الشرط وقتها وخسر الحرس الثوري مئات الآلاف من القتلى، وانتهى حلمهم الطوباوي، ثم لف الصمت مرحلة الانكفاء على الذات، حتى مرحلة الهجمة الأمريكية على المنطقة واحتلال العراق وإسقاط نظامه الذي كان وتدمير البنية التحتية العراقية وخلق حالة فراغ سلطوي بعد احتلال مدمر، ليلتقط الإيرانيون الفرصة التاريخية ويعيدوا استخدام أدواتهم القديمة في المعارضة العراقية الفاشلة السابقة، ويقدموهم لمسارب السلطة التائهة في العراق، لتكون الأحزاب العميلة لإيران مثل حزب الدعوة الإرهابي أو عصابة آل الحكيم الإيرانية وغيرها من العصابات الطائفية الرثة هي المهيمنة على المشهد السياسي الجديد في العراق، وبعد تثبيت قواعد السلطة الجديدة فتحت بوابات العراق بالكامل أمام مؤسسة الحرس الثوري الإيراني، وأضحت بغداد قاعدة مركزية لهم، وتحولت السفارة الإيرانية في بغداد لتكون مركز القيادة والعمليات ونقطة التحكم بقرارات السلطة في العراق. ولن نسهب كثيرا في تتبع آليات التناغم بين السلطة الطائفية والنظام الإيراني فذلك أمر بديهي ومعروف، ولكن مع تطور إدارة الصراع العراقي ونشوء معارضة شعبية عراقية للوضع القائم وانطلاقة الاعتصامات والمطالبة الجماهيرية بالتغيير دقت طهران نواقيس الخطر على مصالحها ومصير عملائها في العراق وجلهم من أهل القمة في النظام السياسي العراقي، والمثير للسخرية أن كل غزوات وانتصارات وفتوحات سليماني المزعومة لم تتأت من قدرات إيرانية حرسية صرفة، بل من خلال عمليات القصف الجوي الأمريكي الذي يغطي ويحمي ساحة العمليات ويتيح لسليماني التقدم أرضيا، أما في الشام ومعاركه الساخنة هناك فإن سليماني لم يحرز أي انتصار! بل على العكس فإن القدرات العسكرية الإيرانية تكبدت خسائر مروعة بعد مصرع العديد من القيادات المؤسسة للحرس الثوري، ولم تنفع التغطية الجوية الروسية قوات سليماني بل على العكس حلت بقواته هناك هزائم نكراء، ولا توجد موقعة شارك فيها سليماني لم تتوج بهزيمة ساحقة!!، فالرجل إذن لا يمتلك فكرا استراتيجيا ولا عبقرية عسكرية مميزة، وهو قطعا ليس (ثعلب الصحراء) ولا (ذئب البراري) ولا (قط البادية)!. بل إنه مجرد صورة إعلامية تم النفخ بها حتى انفجرت!. سليماني في نهاية المطاف ليس سوى (حمل كاذب)!.وحالة دائمة من الهزيمة!