14 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {ياأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا}، وقال تعالى: {ياأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم}، ثم ذكر الرجل يطيل السفر: أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟». رواه مسلم.قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله طيب» معناه أن الله تعالى مقدس منزه عن النقائص والعيوب كلها.وقوله "لا يقبل إلا طيبا" معناه أنه تعالى لا يقبل من الصدقات إلا ما كان طيبا حلالا.وقد قيل: إن المراد أعم من ذلك، وهو أنه لا يقبل من الأعمال إلا ما كان طيبا طاهرا من المفسدات كلها، كالرياء والعجب، ولا من الأموال إلا ما كان طيبا حلالا، فإن الطيب يوصف به الأعمال والأقوال والاعتقادات، فكل هذه تنقسم إلى طيب وخبيث.وقد وصف الله رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه يحل الطيبات ويحرم الخبائث.ووصف الله تعالى المؤمنين بالطيبين، بقوله تعالى: {الذين تتوفاهم الملائكة طيبين}. فالمؤمن كله طيب: قلبه ولسانه وجسده بما سكن في قلبه من الإيمان، وظهر على لسانه من الذكر، وعلى جوارحه من الأعمال الصالحة التي هي ثمرة الإيمان. ومن أعظم ما يحصل به طيبة الأعمال للمؤمن طيب مطعمه، وأن يكون من حلال، فبذلك يزكو عمله.وفي هذا الحديث إشارة إلى أنه لا يقبل العمل ولا يزكو إلا بأكل الحلال، وإن أكل الحرام، يفسد العمل، ويمنع قبوله.فالرسل وأممهم مأمورون بالأكل من الطيبات التي هي الحلال، وبالعمل الصالح، فما دام الأكل حلالا، فالعمل الصالح مقبول. وما ذكره بعد ذلك من الدعاء، وأنه كيف يتقبل مع الحرام، فهو مثال لاستبعاد قبول الأعمال مع التغذية بالحرام.قال وهب بن الورد: لو قمت مقام هذه السارية لم ينفعك شيء حتى تنظر ما يدخل بطنك حلال أو حرام.وأما الصدقة بالمال الحرام، فغير مقبولة كما في "الصحيحين": «ما تصدق عبد بصدقة من كسب طيب - ولا يقبل الله إلا الطيب - إلا أخذها الرحمن بيمينه».وقوله: «ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟!».هذا الكلام أشار فيه صلى الله عليه وسلم إلى بعض أسباب قبول الدعاء، ومنها:أولا: إطالة السفر، وهو مظنة حصول انكسار النفس بطول الغربة عن الأوطان، وتحمل المشاق، والانكسار من أعظم أسباب إجابة الدعاء.والثاني: حصول التبذل في اللباس والهيئة بالشعث والاغبرار، وهو - أيضا - من المقتضيات لإجابة الدعاء.الثالث: مد يديه إلى السماء، وهو مما يرجى بسببه إجابته، وفي حديث سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى حيي كريم، يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين.والرابع: الإلحاح على الله بتكرير ذكر ربوبيته، وهو من أعظم ما يطلب به إجابة الدعاء.وأما ما يمنع إجابة الدعاء:أولا: التوسع في الحرام أكلا وشربا ولبسا وتغذية. قيل لسعد بن أبي وقاص: تستجاب دعوتك من بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما رفعت إلى فمي لقمة إلا وأنا عالم من أين مجيئها، ومن أين خرجت.ثانيا: ارتكاب المحرمات. وقد قال بعض السلف: لا تستبطئ الإجابة، وقد سددت طرقها بالمعاصي.ثالثا: ترك الواجبات. وقد قال وهب بن منبه: مثل الذي يدعو بغير عمل، كمثل الذي يرمي بغير وتر.وقوله صلى الله عليه وسلم: "«فأنى يستجاب لذلك» "معناه: كيف يستجاب له؟ فهو استفهام وقع على وجه التعجب والاستبعاد.