25 أكتوبر 2025
تسجيلما يحدث الآن في عاصمة بلاد السامبا ساوباولو لا يبشر بالخير أبدا، خاصة مع الإضراب الذي استمر لأكثر من يومين في محطات المترو بسبب إضراب العمال، والشلل الذي أصاب إحدى أكثر وسائل التنقل حيوية في العاصمة احتجاجا على قلة الأجور، وقبلها كان إضراب السائقين والمدرسين وغيرهم، والآن وقد أصبح يفصلنا أقل من أسبوع على انطلاق المباراة الافتتاحية لمونديال كأس العالم، فإن جل ما نخشاه هو أن يكون لهذه الأحداث تأثير سلبي أو تتطور لاحقا لأحداث أكثر مأساوية تتأثر معها البطولة.المضحك هو أن منظمي المونديال قد قدموا التوصية للمشجعين باتخاذ وسائل النقل العامة من أجل الوصول إلى الملاعب المختلفة، وهو ما يعني أن تكرار الإضراب أو حدوث أشياء أخرى هو أمر وارد الحدوث، وليت الأمر يقف عند الإضراب فقط، فمدينة مثل ساوباولو معروفة بعدم الاستقرار من الناحية الأمنية وكثرة الفوضى واللصوص، فما بالكم بما سيحدث في حالة وجود انفلات أمني أكبر وانتشار اضطرابات مختلفة في أكثر أجزاء البلاد، بالتأكيد ستكون سلامة المشجعين هنا في خطر، ولو تكررت حالة أو أكثر من حالات الاعتداء على أحد المشجعين لا سمح الله، فإن الكثيرين سيحجمون عن الحضور بكل تأكيد ويفضلون سلامتهم الشخصية على ذلك.الغريب في الأمر أن بلدا مثل البرازيل يعد شعبها من أكثر شعوب العالم عشقا للكرة، ويتنفسها في كل لحظة أصبح الآن عدائيا خلال فترة أشهر وأقوى بطولة عالمية لكرة القدم، وهو ما يعني أن الحنق والغضب لدى بعض شرائح المجتمع هناك قد تفوق على أي شعور آخر، أذكر هنا أنني خلال زيارتي هناك قبل سنين، لاحظت كيف أن الشعب هناك يعشق وبجنون المستديرة مع انتشار الملاعب في كل مكان، فكل فراغ هناك يملؤه ملعب لكرة القدم، وبالذات في ريو دي جانيرو، ولكن أن نشاهد الآن هذا التوتر الذي يتصاعد يوما بعد يوم وتطور الأحداث، يوحي لنا بأن غضب البرازيليين لا حدود له.عموما المباراة الافتتاحية بعد أيام قليلة فقط، ونرقب قبلها الأحداث وما ستؤول إليه، بالمناسبة أين هي منظمة العفو الدولية عن ما يحدث، أو نقابات العمال العالمية، هل أصبحت صماء فجأة عن ما يحدث في البرازيل.