18 سبتمبر 2025

تسجيل

أحجار على رقعة شطرنج

08 يونيو 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); (لأن أرعى الإبل لابن تاشفين خير لي من أن أرعى خنازير ألفونسو)قالها المعتمد بن عباد يوما ما قبل أن تسقط الأندلس في يد النصارى وأصبحت أسبانيا، ولم يقف المد الاستعماري يوما، بل كان الهدف الأكبر هو إطاحة الخلافة وتقسيم البلاد الإسلامية بين المستعمرين، فتداعوا عليها كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها.لكن.. لم يهنأ المستعمر ببلاد المسلمين، فقد استبسل أهلها في الدفاع عنها، مما كبد المستعمر الكثير من الخسائر المادية والبشرية، فتوصلوا إلى أن الاستعمار الناعم أقل تكلفة من الاستعمار العسكري، استعمار يتسلل للمجتمعات بسلاسة، فيغير فيها قيمها وعاداتها الاجتماعية لتصبح منسوخة من بلاد المستعمر باسم العولمة، استعمار ناعم يربط أيدي حكام المسلمين بقيود من حرير، تقودهم لمصلحة المستعمر لا أهل البلد.فأكثر ما يخافه الغرب أن يستيقظ المارد الذي أخضعه مئات السنين ، فكانت تسكت نواقيس الكنيسة عند مرور سفن المسلمين خوفا من استفزازهم ودرءا لغضبهم، فاستطاعوا منذ عام 1923 إلى اليوم في فترة لم تتعد 91 سنة أن يستلب إرادة شعوب أبية لتتجرع الإهانات التي كان يقتل لأصغرها عشرين ملكا.مانراه من غسل أدمغة العالم عبر وسائل الإعلام مما تحار له العقول، فكيف استطاع الإعلام تبرئة القاتل واتهام الضحية؟ فهل كان يوم احتلال بلد كالعراق وتدمير بنيته التحتية واغتصاب النساء وقتل البشر محاربة للإرهاب؟ أم الدفاع عن النفس ومقاومة العدو ودفاع المجاهدين عن أهلهم هو الإرهاب والتطرف؟أما مصطلح الحرية وحقوق الإنسان الذي يتم ترويجه بشكل دائم في وسائل الإعلام وترويج أن الولايات المتحدة بلد يحفظ الحقوق والحريات، فيصفهم المفكر الأمريكي ناعوم شومسكي بقوله "من وجهة النظر القانونية أن هناك ما يكفي من الأدلة لاتهام كل الرؤساء الأمريكيين منذ نهاية الحرب العالمية بأنهم مجرمو حرب، أو على الأقل متورطون بدرجة كبيرة في جرائم حرب"والغريب أن الولايات المتحدة وبقيادة منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الأممية الأخرى تضغط بشكل دائم على الدول لتوقيع اتفاقيات لحقوق الطفل والمرأة تتعارض مع الدين كالحرية الجنسية وإلغاء القوامة مع العلم أن الولايات المتحدة تعتبر الدولة الوحيدة التي لم توقع على وثيقة حقوق الطفل1 والكثير من الاتفاقيات الأممية لاعتبارها تدخلا في الدستور الأمريكي!ومن أهم صفات الاستعمار الناعم السيطرة على التعليم بدعوى المعايير العالمية، فنلاحظ أن تطوير التعليم حسب النظم العالمية في قطر والخليج بدأ بتهميش الدين والتاريخ الإسلامي، فبدلا من أن يتعلم جيل المستقبل معركة ذات السلاسل والأرك يتعلمون تاريخ الثورة الفرنسية والحرب العالمية، ويتم حذف ما يشكل خطرا عليهم من أحكام الجهاد والولاء والبراء وتعلم التوحيد على أصوله، وترك الأحكام الفقهية التي لا تؤثر.لو كتبت عن التغييرات التي حصلت وتحصل كل يوم في بلادنا لن تكفي مئات المقالات لذكرها، لكن ذكر البعض يغني أحيانا عن الكل، فلننتبه إلى أين نسير، فما يحصل ليس تغييرات طبيعية في المجتمع،بل تحركات مدروسة تشبه تحريك البيادق على رقعة الشطرنج، فمتى نستيقظ؟