17 سبتمبر 2025
تسجيلإن أعظم استثمار للإنسان في حياته ويمتد لِما بعد مماته، هم أبناؤه. إلا أن الإنسان تجده مرهق التفكير في تأمين مستقبل أبنائه وتوفير التعليم الجيّد ليواجهوا مصاعب الحياة. وقد يغفل غالب النّاس أن أعظم ما يؤهل الأبناء في امتحانات الحياة هي علاقتهم بربّهم، وأعظم عمل يتقرب به العبد لربّه هي صلاته. قال صلى الله عليه وسلم: "إنّ أول مايحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر" فهل أحسسنا معشر الآباء والأمهات بعظم مسؤولية الصّلاة وأهمية تعليمها ومتابعة أدائها مع أبنائنا؟ هل عظّمنا الصّلاة في قلوبهم كما نعظّم المدارس والاستيقاظ لها؟ هل غرسنا في قلوب أبنائنا أن لقاء الله سبحانه في الصّلاة هو أعظم مانبدأ به يومنا؟ هذا هو زمن القابض على دينه كالقابض على الجمر تتساقط فيه الفتن كوقع المطر، ألا نهيِّئ أبناءنا بدرع يحميهم من الفتن، ويجعل التوفيق والحفظ من نصيبهم؟ قال صلى الله عليه وسلم: من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله. كان السّلف الصالح يحرصون على الابتعاد عن الفتن والاستمساك بالطريق المستقيم ليس خوفاً على أنفسهم من النار فحسب، بل لأجل صلاح أبنائهم من بعدهم ليحفظهم الله بحفظ الوالدين لأنفسهم "وكان أبوهما صالحاً" فذكر بعض المفسرين أن الله حفظ الكنز للوالدين بصلاح جدهما السابع. قد نستصعب تعليمهم الصلاة ونجاهد أنفسنا في تذكيرهم لكل فرض، لكن تدريبهم عليها في الصّغر كمن يحفر في الصّخر فلا يتغير مع تقادم الزمن ينشأ الصغير على ما كان والده، إن العروق عليها ينبت الشجرُ. لكن لكي تسهل علينا المشقة لنتذكر أن الجنّة غالية، وأن على الوالدين أن يجعلوا أمنية أن يرافقهم أبناءهم في الجنّة هي أعظم الأماني التي تستحق بذل كل الوقت والجهد والمال لتحقيقها. قال تعالى: والذين آمنوا واتّبعتهم ذريتّهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم... أصلح الله لنا ولكم الذّريّة وأعان كلّ أب وكلّ أم على تربية أبنائهم.