20 سبتمبر 2025

تسجيل

التزامنا.. فرض كفاية

08 يونيو 2011

قامت الدنيا ولم تقعد في الكويت وثارت الأقاويل والضجة الإعلامية حول اكتشاف منتجات (إسرائيلية) تباع في أسواق الكويت!.. كيف دخلت ومن استوردها ولمن وكيف وأسئلة كثيرة وجد المسؤولون الكويتيون أنفسهم أمامها وكان لزاماً عليهم أن يقدموا إجابات شافية خشية التعرض إلى نقمة جماهيرية وفقدان ثقة في الآلية التي تدار بها مراقبة المنتجات المستوردة إلى البلاد.. لا أريد أن أدخل في هذه القضية (الفردية) والتي استطاعت أن تجد طريقها إلى الإعلام دون تغطية متعمدة من قبل المسؤولين الذين يهمهم أن تبقى أعمالهم طي الكتمان لاسيما إن كانت تحفل بالفشل والفضائح ولكني سأتكلم عن قضية أرى إنها مستهلكة بين الشعوب العربية وتتزايد وتيرتها عقب كل مجزرة إسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وهي قضية المقاطعة العربية للمنتجات الأجنبية.. فالذين هاجوا وماجوا اعتراضاً وتنديداً وشجباً واستنكاراً ورفضاً لوجود بضائع إسرائيلية وسط المواد الاستهلاكية لم يأت على بالهم فكرة أن يتصرفوا بنفس ردة الفعل هذه وهم يشترون البضائع الأميركية والدنماركية والهولندية والنرويجية والبريطانية والتي تعود لدول تساعد وتمول آلة الحرب الإسرائيلية في حصد أرواح شعبنا الفلسطيني، بل إن الدعوة للمقاطعة العربية قد علت أصواتها إبان الحملة الدنماركية والهولندية القذرة التي طالت شخص سيد الخلق نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في رسوم كاريكاتورية رخيصة تهزأ من رسولنا العظيم ومع هذا فلم نر أنفسنا تثور من مشاهدة منتجات هذه الدول المجرمة مثلما قوبلت به المنتجات الإسرائيلية الصريحة والتي تقبع في أسواقنا تنتظر شراءنا لها!!. فلماذا هذا الازدواج في الشعور بالقومية العربية والإحساس غير المتوازن بأن مقاطعة المنتجات الإسرائيلية واجب على كل مسلم ومسلمة ومقاطعة المنتجات الدنماركية والهولندية هي فرض كفاية إن قام به مسلم سقط فرضه عن بقية المسلمين؟!!.. لماذا لم تتحقق مقاطعة منتجات الدنمارك وهولندا وهي الأولى بأن تتحقق فلن نموت من الجوع إن لم نأكل أجبان وألبان هاتين الدولتين اللتين تستحقان إسقاطهما من خريطة العالم ومحاكمتهما على التطاول الإجرامي على سيدنا العظيم عليه الصلاة والسلام؟.. لماذا ننظر إلى إسرائيل على انها العدو الأوحد لدينا وهي فقط من تعادي العرب والمسلمين؟..لم لا يفكر هؤلاء بأن أموالهم التي يدفعونها طوعاً وجهلاً لشراء البضائع والسيارات الأميركية هي أموال عربية مسلمة تـُدفع لهذه الشركات والتي تدفع منها ضرائب للحكومة الأميركية والأخيرة تقوم بضخ هذه الأموال لتضخيم آلة الحرب الإسرائيلية وتقويتها وتطويرها والتي تقوم بدورها بحصد أجساد وأرواح وأرض وعرض الشعب الفلسطيني الباسل!!..ألا تستحق البضائع الأميركية المقاطعة من الأساس قبل أن نفكر حتى بمقاطعة المنتجات الإسرائيلية؟!!. مشكلتنا اننا لا نرى أبعد من أقدامنا بشبر واحد.. فحدوتة إسرائيل نشأت معنا منذ الصغر لنعرف تلقائياً ان إسرائيل عدوة حتى قبل أن نعرف ماذا فعلت ولِمَ نكرهها.. وأنشودة (فلسطين بلادنا وإسرائيل......) كبرنا ونحن نحفظها ونكتبها على دفاترنا وجدران بيوتنا ومدارسنا وكبرت عقولنا وأجسادنا وعرفنا لم إسرائيل عدوة لكننا عرفنا أيضاً أعداءً آخرين معها.. شهدنا البلاوي الملحدة الأميركية عدوة جديدة وهي سبب مصائبنا العربية والإسلامية والممولة الكبرى لعدونا اللدود إسرائيل.. اكتشفنا أيضاً ان بريطانيا عدوة وهي التي يقوم اقتصادها الرئيسي من وجودنا الخليجي والعربي على مدار العام في عاصمتها الضبابية حتى باتت لندن عاصمة خليجية وعربية وليست عاصمة بريطانيا!! وذلك بتمويلها للجيش الإسرائيلي ومشاركة قواتها في احتلال العراق وغزو أراضيه وسلب ماله وثرواته ومع ذلك فإنجلترا لم تجد أحداً يصنفها من فئة الأعداء ويقاطع بضائعها!..كبرنا يا سادة وجاءت كوبنهاجن وأمستردام لتكشفان عن وجهيهما القبيحين في إساءتهما البالغة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ومع ذلك فمنتجاتهما تضج بها أرفف الجمعيات والمحال التجارية ولم نرهما من الأعداء الذين يستحقون أن نشهق استنكاراً وشجباً ونحن نرى الأجبان والألبان والكريمات التي تحمل أعلامهما بل وندفع أموالنا لشرائها عن طيب خاطر!!.. أعداؤنا كثيرون لا يجب أن يتوقف فكرنا عند إسرائيل فقط إنها العدو الوحيد الباقي فكل يوم يلد لنا عدو والمصيبة اننا كل لحظة يولد لدينا حب معرفة في التعارف ومد جسور الصداقة مع الجميع!..لذا أقول للذين رأوا من البضائع الإسرائيلية منكراً لا يغتفر اذهبوا إلى بيوتكم وافتحوا أبواب الثلاجات والأدراج واحصوا كم منتجاً دنماركياً وهولندياً موجوداً بهما وكم كريماً ومساحيق تجميل إنجليزية تنتظر استخدامكم في غرفكم وكم سيارة أميركية تحتل باحات منازلكم وكم وكم وكم.. وبعد ذلك قولوا لا للمنتجات الإسرائيلية.. يجب أن نقتلع الجذر ليظل الساق هزيلاً باهتاً ضعيفاً ويموت في مهده قبل أن يكبر ويتجبر فيغدو عدواً كلما حاولنا قطعه أنجب الجذر ساقاً أقوى وأشد.. فالضرورة باتت تقتضي أن يتحقق حلم المقاطعة العربية للمنتجات الأميركية والبريطانية والدنماركية والهولندية والنرويجية.. دعوهم يرون فينا القنبلة الشعبية العربية المسلمة الموقوتة التي تستطيع بمنعها الريال والدرهم والدينار والليرة والجنيه أن تهز جبروت الدولار وتزعزع عرش اليورو من تحت سلطانهم وتقتل غرورهم الذي يلعب باقتصادنا كيفما شاء!!.. قاطعوا واقهروا حكوماتنا العربية التي تصر على الصداقة وفتح سفارات للعدو على أراضيها تحت دعوى المصالح المشتركة وهي مصالح شخصية لا غير ولنثبت اننا شعوب لا تنجر وراء بطونها وهوس جمال البشرة وفخامة المركبات.. لنقتلع الجذر المسموم أولاً، ولا بأس إن أخذتم سمه النازف ما تدفنون به ساقه المكلوم!.. يا سلام!!. فاصلة أخيرة: حلب البقالُ ضرعَ البقرة ملأ السطل... وأعطاها الثمنْ قبَّلت ما في يديها شاكرة لم تكن قد أكلت منذ زمنْ قصدتْ دكانه مدَّت يديها بالذي كان لديها.. واشترت كوب لبنْ!! "أحمد مطر"