10 سبتمبر 2025

تسجيل

المتنبي والأزبكية

08 مايو 2024

تتجه أنظار الناشرين العرب والأجانب غداً إلى الدوحة، حيث إقامة معرضها الدولي للكتاب في دورته الثالثة والثلاثين، ومعهم بالطبع جمهور القراءة، من متذوقي المعرفة، وعُشّاق الثقافة، وهو الجمهور الذي يتنافس عليه الجميع لاستقطابه، والوصول إلى عقله، وملامسة وعيه. وكما أتحفنا معرض الدوحة للكتاب في دورته المنقضية بعرض مكتبات شارع المتنبي في بغداد، وجلب صروحه لأول مرة، لتنتقل من موقعها إلى خارج العراق، فإن المعرض سيجعل رواده خلال الدورة المرتقبة أمام مكتبات أخرى تاريخية، تغادر موقعها لأول مرة في تاريخها منذ أن وُجدت فيه منذ قرابة مائة عام. هذه المنافذ هي مكتبات سور الأزبكية الشهير في القاهرة، المعروف بتاريخه العريق، عندما أُقيمت في بادئ الأمر كسوق لعرض الكتب على سور حديقة الأزبكية، ومنها اشتق السور اسمه، الذي أصبح يلازمه، فلا يبحث متلق عن كتاب، إلا ويجده بين جدران هذه المكتبات. موقعه الفريد بالقرب من وسط القاهرة، ووقوعه بجوار مسارح تاريخية ومقاه ثقافية ومبان معمارية، جعل سوق الأزبكية وجهة للباحثين عن زاد المعرفة والثقافة، حيث عُرف السوق بعرضه لنفائس الكتب في مختلف المجالات والاتجاهات، بأسعار مخفضة، ما جعله وجهة لجميع شرائح المجتمع، بمن فيهم رموز الثقافة والإبداع، الذين زاروه، ونهلوا من معين إبداعه، فضلًا عن كتاباتهم عنه. اللافت في بائعي السوق أنهم يعرفون اتجاهات القراء، ما دفعهم إلى توفير كل ما يحتاجونه دون طلب أو تأخير، الأمر الذي جعله ملاذًا لكل الباحثين عن المعرفة، والراغبين في الحصول على رشفة إبداعية، مما يوفره لهم السوق ومكتباته من كتب ودوريات. وعلى الرغم من كل التحولات والتطورات التي شهدها موقع السوق، إلا أنه ظل محافظًا على وجوده وأهميته، ليأتي معرض الدوحة للكتاب لينقله إلى جمهوره، ليسد بذلك جوعى القراءة، وظمأى المعرفة، وهو دور ليس بغريب على معرض الدوحة للكتاب، بكل ما يكتسبه من تاريخ وعراقة. وما بين شارع المتنبي وسور الأزبكية وغيرهما، يثبت معرض الدوحة الدولي للكتاب أنه سوق عريق لعرض الكتب، بكل ما تضمه من حقول ثقافية ومعرفية، فضلاً عن فعالياته المصاحبة، والتي تجعل هدفها أيضاً الترويج للكتاب، ومن ثم اقتناء الباحثين له، ما يعزز الوعي بين أفراد المجتمع، ويشيع بينهم التنوير، وينمي لديهم ملكة الموهبة.