11 سبتمبر 2025

تسجيل

«ديوان العرب»

19 مارس 2024

ونحن على أعتاب اليوم العالمي للشعر، والذي اعتمده المؤتمر العام لمنظمة «اليونسكو»، ليكون يوم 21 مارس من كل عام، نستحضر قيمة الشعر وأهميته، فضلاً عن رواده ورموزه وكل الناظمين لقصائده، لما يمثله من أهمية كبيرة في الذاكرة العربية حتى أصبح يوصف بـ «ديوان العرب»، منذ زمن بعيد. ولسنا هنا بصدد الوقوف عند أبرز تحديات الشعر، وذلك الجدل المتكرر منذ حصول الأديب الراحل نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الأدب عام 1988، والمنافسة التي يتعرض لها الشعر من جانب الرواية، والقول بأنها أصبحت «ديوان العرب»، بقدر ما تعتبر تلك السطور رصداً سريعاً لتلك المكانة التي ما زال يحظى بها الشعر والشعراء، ولعلها تكون فصلاً للنزاع بين الجنس الأدبي الأحق بأن يكون «ديوان العرب»، دون تهويل أو تهوين لجنس أدبي على آخر. ولعل في مشهد الأمسية الشعرية، التي استهل بها موسم الندوات في نسخته الثالثة، ونظمته وزارة الثقافة - وما حظي به من حضور لافت من أصحاب الذائقة الشعرية- ما يعكس أهمية الشعر، وما يحظى به من مكانة وحضور في المجتمع، وهو حضور يمتد إلى العديد من الأمسيات الشعرية المختلفة التي تشهدها الدولة، ما يعكس مدى أهمية الشعر، وتلك المكانة الكبيرة التي يحظى بها بين أفراد المجتمع. وتأسيسًا على هذه المكانة، يحدو كثير من المهتمين بالشعر والمتذوقين له، تطلعات عدة بتكثيف مثل هذه الأمسيات، وتحفيز شباب الشعراء بإصدار دواوين لقصائدهم الشعرية، فضلاً عن توثيق ذلك الإرث العريق من القصائد الشعرية التي خلفها جيل الرواد، ممن يشار إلى قصائدهم بالبنان، بالإضافة إلى الوقوف عند هذه القصائد بالبحث الأكاديمي والرؤى النقدية. وفي الواقع، فإن جيل الرواد لم ينضب بعد، إذ هناك من لديه القدرة على مواصلة العطاء، ولدينا في دائرة المشهد من هو حاضر بقصائده، إما حضورًا في الأمسيات الشعرية المختلفة، أو الفعاليات المتعلقة بالشأن الثقافي، يثرون بإبداعاتهم ورؤاهم المشهد الثقافي بكل تجلياته، الأمر الذي يضعنا أمام نهر زاخر من روائع الشعر. والحقيقة، فإنه لولا هذا الإرث الشعري، وتلك المكانة المجتمعية التي يحظى بها الشعر، لما وجدنا الجيل الصاعد من الموهوبين حاضرًا في قلب المشهد، يثريه بقصائد تعكس ذائقته الشعرية، ليلامس من خلالها كل ما يشهده المجتمع، فيصبح الشاعر ضميرًا لمجتمعه، معبراً عنه، ملامسًا لواقعه، مواكبًا لحاضره، وصانعاً لمستقبله.