13 سبتمبر 2025

تسجيل

هل حققت القمة الخليجية -الأمريكية أهدافها؟

08 مايو 2016

حظيت القمة الخليجية-الأمريكية التي عقدت منذ عدة أسابيع في العاصمة السعودية الرياض، بأهمية كبيرة من كل الدوائر السياسية في العالم، حيث تمت مناقشة العلاقات الثنائية بينهما، وكذلك الأزمات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في العراق وسوريا، وكذلك الوضع في اليمن. كما أن الولايات المتحدة ترتبط بعلاقات قوية مع دول التعاون منذ أمد طويل، لكنها تخضع لبعض الخلاف حول بعض الأزمات والملفات، ولذلك فإن من أهداف زيارة الرئيس أوباما، وانعقاد القمة كما يقول بعض المحللين، أن الولايات المتحدة تريد أن تطمئن دول مجلس التعاون، أن الاتفاق النووي مع إيران ليس موجهًا لدول المنطقة، ولا يشكل خطرًا عليهم، وأنه لا يعني أن الولايات المتحدة ستتخلى عن علاقاتها القوية مع هذه الدول، كما أن بعض دول التعاون لها بعض العتاب على الولايات المتحدة، تجاه بعض الأوضاع في المنطقة، مثل التراجع عن اتخاذ موقع حاسم في الأزمة السورية، وكذلك المشكلات في العراق، والظروف والانتهاكات التي يقوم به النظام الحالي في بعض المحافظات ذات الأغلبية السنية والتوترات القائمة بين المكونات القائمة، وكيفية مواجهة تطرف داعش والجماعات التكفيرية الأخرى في العراق وسوريا، وكيفية حلحلة الوضع في اليمن. وموقف دول الخليج واحد في كل المواقف التي صدرت في اللقاءات والمؤتمرات الخليجية في الأشهر الماضية، ومن المهم أن تتم المصارحة بين دول التعاون والولايات المتحدة في كل القضايا الساخنة وكانت الفرصة سانحة في تلك القمة التي اتسمت بالمصارحة، بدلًا من التصريحات هنا وهناك في الفترة الماضية، وبعضها لا يعبر عن السياسة الرسمية لكلا الطرفين الخليجي والأمريكي. ويرى بعض المحللين أن التصريحات أو الحديث الذي أدلى به الرئيس أوباما منذ عدة أسابيع في بعض القنوات الأمريكية، حول التطرف في المنطقة، وبعض تلميحاته لبعض الدول الخليجية، ربما كانت سببًا لهذه القمة لإزالة العتاب حول هذه التصريحات، وفرصة مواتية لدول المنطقة أن تقول بعض ملاحظاتها حول السياسة الأمريكية في الملفات المشار إليها آنفًا. ولاشك أن سياسة دول التعاون في القضايا الراهنة، واضحة، تجاه كل القضايا العالقة، أو الخافتة، لكن السياسة تحكمها إستراتيجيات كبيرة، ولها رؤى قد تلتقي أو تتقاطع مع هذه الدول أو تلك، لكن الولايات المتحدة تدرك حجم وأهمية منطقة الخليج الإستراتيجي، والاقتصادي، والأمني، وهذه الأوراق هي التي تجعل منطقة الخليج مهمة للولايات المتحدة، كما أن دول الخليج تدرك قوة ومكانة الولايات المتحدة العسكرية، ولذلك فإن هذا اللقاء كان لقاء مصارحة وعتاب في مواقف، وتوافق في مواقف أخرى. ويرى الباحث السعودي د. عبدالحفيظ عبدالرحيم، إن هذه القمة الخليجية-الأمريكية انتهت "بـ6 مبادرات ترسم شراكة خليجية أمريكية جديدة، تبدأ بتشكيل عمليات خليجية أمريكية خاصة للاستجابة السريعة، إقامة أنظمة دفاع مضادة للصواريخ الباليستية ونظام إنذار مبكر، تبادل المعلومات الاستخباراتية، إقامة مناورات عسكرية أمريكية خليجية موسعة العام المقبل، مبادرات لتعزيز الأمن المعلوماتي، بالإضافة إلى تعاون عسكري بحري. كما أكد البيان الختامي لقمة الرياض على تأكيدات الشراكة الاستراتيجية لتحقيق الاستقرار والأمن للمنطقة، وأكدت القمة بشكل خاص على مكافحة الإرهاب ومواجهة أنشطة إيران التخريبية، لذلك يؤكد أوباما بقوله: "رأينا دائما ينسجم مع آراء كثير من دول مجلس التعاون الخليجي، لذلك سيتجه البيت الأبيض نحو تدريب قوات خاصة من دول الخليج لتقوم بدور حاسم في التعامل مع صراعات المنطقة". بل أكد أوباما أن الأوضاع الحالية في العراق تحتم ضرورة الوجود الأمريكي لإعادة الاستقرار وهو ما يعد اعترافا بالعمليات التخريبية لإيران في العراق ولا يمكن ترك العراق لها تسرح وتمرح فيه وتتخذه كنقطة انطلاق وبوابة نحو دول الخليج وسوريا ولبنان، بل أكد أوباما على التعاون مع دول الخليج لقطع الطريق أمام مساعي طهران لزعزعة الاستقرار في المنطقة. لا شك أن هذه القمة أخذت أبعادًا سياسية كبيرة تجاه الملفات العديدة التي نوقشت بالقمة، وهذا ما برز في البيان الختامي للقمة الأمريكية-الخليجية، وقد أشار إلى أهمية هذه القمة العديد من المسؤولين الأمريكيين السابقين، إذ عبروا أن هذه "القمة وهي الثانية من نوعها بعد قمة كامب ديفيد، سترسخ إطارا استراتيجيًا وأمنيًا وتحالفًا بين الجانبين يستمر في فترة ما بعد انتهاء ولاية أوباما في البيت الأبيض". وهذا يعني أن هذه الزيارة، طمأنت دول المنطقة، أن السياسة الأمريكية تجاه دول المنطقة، ثابتة تجاه حلفائها، ولا يمكن أن تغيرها، الاتفاقات والحلول مع دول أخرى، هذا ما حققته هذه القمة.