17 سبتمبر 2025

تسجيل

معاقون لكن أسوياء

08 مايو 2015

تسميات وأوصاف كثيرة تطلق عليهم، قد يكونون أتوا إلى الحياة بعضو أو مجموعة أعضاء لا تعمل كأعضاء غيرهم من الناس، أو ربما أصيبوا في حادث أتلف جزءاً أو أجزاءً من أجسادهم وغيّر حياتهم ليكونوا مختلفين عن الآخرين.يعانون كما لايعاني غيرهم، فالتهميش وصعوبة الحصول على الحقوق الأساسية مثل التعليم والعمل، بالإضافة للتمييز ضدهم، وخاصة في الدول التي تعاني من النزاعات والأزمات الإنسانية والكوارث الطبيعية والمشكلات الإقتصادية والإجتماعية، فإذا كان الأسوياء لا ينالون حقوقهم في تلك المناطق فكيف بذوي الإحتياجات الخاصة، والكثير منهم في هذه الدول هم ضحايا النزاعات المسلحة، وفي قطر ودول الخليج الأخرى ينضم سنوياً لهم أعداد كبيرة من الشباب ضحايا حوادث السيارات.يعيش بيننا في العالم ما يزيد على مليار من ذوي الاحتياجات الخاصة أي إن واحداً من سبعة أشخاص في العالم يعاني من إعاقة جسدية أو ذهنية وثمانمئة مليون منهم يعانون من الفقر والحرمان، ومنهم ستة ملايين ونصف المليون لاجيء، أرقام مخيفة بلاشك وتتطلب من العالم أجمع أن يقف بكل قدراته وإمكاناته معهم.ولكن ما يجعلنا ننحني إجلالاً وإكباراً إن الكثير من هؤلاء يملكون الإرادة التي يستطيعون من خلالها قهر كل الصعاب التي تواجههم، بل والتفوق على الناس الذين يظنون أنفسهم أسوياء جسدياً، فكم من المبدعين والعباقرة في مجالات العلم والفكر والأدب والموسيقى هم ضمن الفئة التي يطلق عليها معاقون، وكم من أبطال في الرياضة أدهشوا العالم بقدراتهم بالرغم من كونهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، بينما نشفق نحن على أنفسنا من السير لعشرة أمتار!! أو نخاف على أنفسنا من صعود السلالم خشية التعب!!هل يصدق أحد أن أهم علماء الفلك الذين على قيد الحياة الآن وهو البريطاني ستيفن هوكينج والذي يشغل مقعد أستاذ الرياضيات في جامعة كمبردج (الذي شغله من قبل إسحق نيوتن) والذي غيرت نظرياته في علم الفضاء مفاهيم كثيرة كانت تعتبر من الثوابت، معاق إعاقة جسدية شديدة فقد أصيب وهو في الثانية والعشرين من عمره بمرض عضال أدى الى إصابته بالشلل التدريجي إلى أن أصيب بشلل كامل وفقدان تام للنطق وأصبح يتنقل على كرسي متحرك ويتواصل من خلال جهاز كمبيوتر.معاقون هم أو بلفظة أكثر تهذيباً من ذوي احتياجات خاصة، وأيا كانت التسميات فهم فئة كبيرة تعيش بيننا، منهم اخوانٌ لنا أو أصدقاءٌ أو أبناءٌ أو حتى نحن وبدون أن نجرؤ على الإعتراف.فالإعاقة قد تكون إعاقة جسدية أو ذهنية أو إختيارية، وأحياناً كثير من الأسوياء أو من يظنون أنفسهم كذلك يتصرفون كمعاقين إعاقة كاملة تجعل المرء يتساءل: لماذا فرضتم على أنفسكم الإعاقة بينما يُفترض أنكم أسوياء؟؟