13 سبتمبر 2025
تسجيل1- هل ترى الخير؟2- هل مستقبلك يساوي ماضيك؟مازلنا في رحلتنا نحو مستقبل تتحقق فيه الأمنيات والأحلام نستعين بالله تعالى ثم نستفيد من القوانين التي أودعها في كونه والتي منها قانون الجذب والذي ناقشنا الكثير من تفاصيله في حلقات سابقة، واليوم موعدنا مع الأداة السادسة من أدوات تفعيل استخدام التعبير: "أتوقع أن يحدث الكثير من الخير"، وهذا التعبير ربما يكون تفسيرا لنصيحة المصطفى صلى الله عليه وسلم والتي قال فيها: "تفاءلوا بالخير تجدوه"، فالإنسان المتفائل يؤمن بعمق بأن الله تعالى هو الغني وأنه يملك خزائن السماوات والأرض فلديه سبحانه الوفرة من كل شيء وإذا أراد شيئا يقول له "كن" فيكون، إن إيمانك بتوفر خير كثير في الكون يُشغل لك قانون الجذب.يحكي مايكل لوزر في كتابه "قانون الجذب Law of Attraction" عن عميل له يدعى جاسون كان يحاول استخدام قانون الجذب لجذب زبون مثالي له وسمعه لوزر وهو يقول: "يبدو أنني سأنتظر للأبد حتى يتعامل معي هذا الزبون إنني أتعجب كيف ستتم هذه الصفقة التي أحلم بها؟!"، ورغم أن جاسون كان قد أتم جميع خطوات تفعيل قانون الجذب إلا أنه مازال في داخله شك من إمكانية تحقيق تلك الصفقة، فالجمل التي كان يعبر بها جاسون عن عميله المرتقب كانت تحمل ذبذبات سلبية والتي يسببها الشعور بالشك أو الافتقار لشيء ما. كان جاسون ينفق الكثير من طاقته محاولا معرفة السبب الذي يمنعه من الحصول على ما يريد وكان يلاحظ ويركز على كونه لم يصل إلى أهدافه، ربما تعرف شخصا ما يفكر بنفس أسلوب جاسون. أعلم أن أي تأخر في تحقيق هدف ما يعني أنك تشك في إمكانية تحقيقه، وقد يقول قائل ولكن هذا هو الواقع فبالفعل أنا لا أملك مالاً أو ليس لدي الشهادة التي أحلم بها وهناك الكثير من العوائق التي تمنعني من الوصول لأهدافي، وربما قال آخر إن هدفي أن تتوحد الأمة الإسلامية وتنهض وتصبح يدا واحدة ولكن الواقع الذي نعيشه مرير فهناك فتن ومؤامرات وبلداننا العربية والإسلامية مفككة وممزقة ويعاني البعض منها من ظلم الحكام، نعم هذا صحيح ولكن تركيزنا على الواقع لن يحل المشكلة إنك بذلك تملأ نفسك بالشكوك والتي تولد ذبذبات سلبية. إذا ما العمل؟ ركز على الحل ووجه كل طاقتك للتركيز على النتيجة التي تحلم بها فالإنسان الذي يعاني من الفقر عليه أن يعيش مشاعر الغني.. كيف؟، لتكن ثقته في قوة الله تعالى وقدرته أقوى وأعظم من ثقته في الظروف، ليؤمن إيمانا لا شك فيه أن الخالق العظيم قادر على إبدال حاله من حال إلى حال. ليرى نفسه وهو يحمل المال وينفقه فيما يرضي الله تعالى وكذلك الذي يركز على الواقع المؤلم لكثير من البلدان الإسلامية عليه أن يوجه تركيزه نحو رؤية الصورة النهائية لحلمه - "الأمة الإسلامية متحدة ومنتصرة" - ويفعل ما بوسعه لتحويل هذا الحلم إلى حقيقة واقعة.لو فعل كل منا ذلك لتبدل حال الأمة الإسلامية لكن أغلب الناس يركزون على السلب ويتخيلون المستقبل على أنه نسخة من الحاضر فيتشاءمون ويتوقعون أن حالهم وحال الأمة سيصير من سيئ إلى أسوأ وهذا ما يناقض التفكير الإيجابي وقوانين الكون بل ويتعارض مع تعليمات الدين الإسلامي الحنيف فهناك آيات قرآنية كثيرة وأحاديث نبوية تبشر بالنصر وتحض على التفاؤل والشعور بالأمل، والمُحلل لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم سيجد الكثير من المواقف والقصص التي تشير إلى مدى تمتعه صلى الله عليه وسلم بالتفكير الإيجابي والتفاؤل حتى في أحلك الظروف.. عندما بُعث صلى الله عليه وسلم كان هو وحده المؤمن بدين الله تعالى وكل العالم من حوله إما كافر أو مشرك فلو يئس لما وصل تعداد المسلمين الآن في العالم إلى المليارات. لقد بشر صلوات الله وتسليماته عليه المسلمين بامتلاك كنوز كسرى وقيصر في الوقت الذي كان فيه أعداء الإسلام يهددون حياتهم ويثيرون الرعب في نفوسهم ولكنه الإيمان بنصر الله تعالى، الإيمان بأنه سبحانه أقوى من كل مشكلة ومن كل تحد ومن كل الظروف ولنتذكر دائما هذا الحديث القدسي الرائع والذي يفسر لنا بعضا من سنن الله الكونية "أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء" أو كما قال عليه الصلاة والسلام.