12 سبتمبر 2025
تسجيلاللقاء التلفزيوني الطويل جدا الذي أجراه المشير عبد الفتاح السيسي كشف قدرات ومخبوءات الرجل الذي يسوق على أنه "المرشح السوبر" أو "الجوكر الذهبي الوحيد" في انتخابات سيشارك فيها المؤيدون للانقلاب والفلول والبلطجية، وسيقاطعها كل الشرفاء الرافضين للانقلاب وحكم العسكر والداعمين للشرعية. هذا اللقاء كشف المستور وأظهر بؤس تفكير الجنرال بطريقة تدعو للرثاء، وهنا سأقتبس عبارات نصية من حديث السيسي الذي قال إنه "لا عودة إلى ما قبل 25 يناير وما قبل 30 يونيو"، مما يعني ببساطة إلغاء وشطب ثورة 25 يناير التي تمت الإطاحة بها في 30 يونيو وانقلاب 3 يوليو الدامي، ومغزى قول السيسي أنه لا عودة للحكم الديمقراطي المدني بعد الإطاحة بالدكتور محمد مرسي أول رئيس مدني في تاريخ مصر الحديث، والإطاحة بالبرلمان المنتخب والدستور الذي وافق عليه ثلثا المصريين، أي إلغاء كل نتائج وإفرازات انتصار الثورة "الجزئي" وإلغاء الديمقراطية والإرادة الشعبية وسد الباب نهائيا أمام ذلك بإعلان جماعة الإخوان المسلمين، أقوى فصيل في مصر، "جماعة إرهابية" وحظر ذراعها السياسية المتمثلة بحزب الحرية والعدالة، أي القضاء على التيار الذي فاز بكل الانتخابات التي جرت في مرحلة ما بعد سقوط مبارك. هذا الحديث الخطير للسيسي "لا عودة إلى ما قبل 25 يناير وما قبل 30 يونيو" هو إعلان عن سيادة حكم العسكر على مصر بعد الانقلاب الذي أطاح بالشرعية، مقابلة السيسي، وهي تبشر بسنوات سوداء لمصر والمصريين، مما دفع الكاتب الأمريكي الشهير سيمور هيرش إلى القول: "السيسي مُتخلّف عقلياً وسقوط الانقلاب مسألة حتمية، فالثوار في مصر استطاعوا أن يُسقطوا اقتصاد الانقلاب، ودمروا خريطته، وأثبتوا فشله في إدارة الدولة، وما هي إلا أشهر قليلة، وسيخرج الملايين ممن فقدوا أعمالهم ومن سيدهسهم الغلاء والجوع.. وقريباً جداً ستعجز الدولة عن صرف مرتبات العاملين في القطاع العام.. وهؤلاء بالملايين ولا يستطيع عاقل أو منصف أو محايد أن ينكر أن مصر قد أفلست، لأنها في تراجع سريع.. هذا الانقلاب قد فشل، ويعيش الآن بمسكنات خليجية، وبالرصاص الذي يُطلقه على كل من يعترض على ممارساته القذرة وانتهاكاته الدموية.. وإذا استمر الحراك كما هو حاصل الآن، فلن تستطيع لا روسيا، ولا الولايات المتحدة، ولا الخليج إنقاذ قادة الانقلاب من السقوط الكبير".ما بشر به قائد العسكر هو أن المصري سيتناول ربع رغيف، والصعايدة لا يأكلون ومع هذا لا يموتون وعلى باقي المصريين الاقتداء بهم، وسيدفع المغترب 10 دولارات شهريا والبطالة باقية والفقر سيستمر، و"اللي مش عاجبه يغير اللمض".. لقد دخلت مصر في عصر اللامعقول مع الجنرال الذي طالب المصريين بالصبر لجيلين، فهو يبشر بقرن من السواد الحالك.