31 أكتوبر 2025

تسجيل

انفلات الأحقاد الثأرية في العراق...؟

08 أبريل 2015

النتائج البشعة والمريرة التي تمخضت عنها معركة (تكريت) الأخيرة، رسمت خطوطا ومحاذير وحدودا دموية فاقعة على رمال النزاع الطائفي المتوتر في العراق! كما أنها رسمت صورة سريالية لأحداث عراقية دموية رهيبة قادمة ستنخلع لهولها القلوب! لقد حقق الشحن الطائفي هدفه المركزي، وأسس للأسف لواقع تقسيمي عراقي ميداني تمثل في بناء جدران الدم بين مكونات الشعب العراقي الكبرى وبما يشكل فشلا حقيقيا للعملية السياسية وللنخب السياسية والحزبية التي قادتها وأثبتت أنها خارج أي سياق لأي عملية تطورية حقيقية في العراق!. لقد فشلت حكومة حيدر العبادي فشلا ذريعا في أن تكون حكومة لكل العراقيين كما تعهدت في بيانها الوزاري الأول، وأثبتت بأنها حكومة ميليشياوية طائفية رثة ما قامت إلا لهدف إكمال ما فشل نوري المالكي في إنهائه وهو قمع الانتفاضة الشعبية العراقية المطالبة بتغييرات حقيقية في البنية الهيكلية الرثة لنظام الحكم الطائفي المرتبط بالأجندة الإيرانية والمعبر عن الفشل الحقيقي الذي حول العراق لدولة فاشلة بامتياز تعيش حروبا طائفية متواصلة وتفشل في إدارة عمليات النهوض والتنمية الاقتصادية ويعيش شعبها على الريع البترولي بعد أن توقفت خطط التنمية والتطوير بالكامل وباتت الدولة العراقية تسير في خط الإفلاس التام وهو ما يهيئ لانفجار شعبي كبير ستمتد مؤثراته لأبعد من العراق. عمليات (الفرهود) وهي التسمية العراقية الشعبية على عمليات النهب الشامل التي قامت بها ميليشيات الأحزاب الشيعية بعد السيطرة الحكومية على تكريت، وتهديم ونسف البيوت وتعذيب وقتل الآمنين من المدنيين واستباحة مدينة (تكريت) بالكامل ليست مجرد عملية تخريب محدودة قام بها نفر من الشقاة والمجرمين!، بل إنها منهج مدبر بإحكام وتقوده قيادات طائفية معروفة وعن طريق قوات الحشد الشعبي الشيعي الكفائي وقادته معروفون بالاسم والهوية والعنوان وهم اليوم أقوى من الدولة وجيشها وشرطتها ويشكلون البديل القائم لها في حال انهيارها!، فعمليات القتل والاستباحة والسلب والنهب تضع دول التحالف الغربي والولايات المتحدة خصوصا أمام مسؤولياتها الأخلاقية بعد أن تدخلت بقوتها الضاربة وأسلحتها التدميرية الهائلة لحسم النزاع جوا دون أن تفرض على المقاتلين في الأرض معايير أخلاقية تنظم التصرف وتقيد الممارسات الهمجية التي يتحلى بها شطر كبير من الغوغاء والدهماء الذين يشكلون المادة الحية لجموع ما يسمى بالحشد الشعبي!، سيناريوهات السلب والنهب و(الفرهود) تتكرر في العراق بانتظام عبر صفحات تاريخه الحديث، ابتداء من (فرهود) عام 1941 بعد حركة الجيش العراقي وقتذاك والاشتباك مع القوات البريطانية نتيجة للتحريض الألماني النازي وحيث تعرض اليهود في العراق لحملات نهب واسعة عرفت بـ(الفرهود)!! ثم ظهرت تلك الحالة المعيبة بعد انقلاب عام 1958 وظهور السحل والقتل في الشارع العراقي، ورأيناها ميدانيا في هجوم حشود اللصوص على مدينة المحمرة الأحوازية وسرقتها وبيع مقتنيات أهلها في شوارع مدن العراق في الأيام الأولى لحرب عام 1980،!! وظهرت بصورة أبشع بل تجلت خلال الغزو والاحتلال العراقي للكويت وحيث نهبت الدولة الكويتية بالكامل وتأسست أسواق للحرامية في العراق!!، ثم جاء يوم السرقة والتدمير الكبير والمؤسف فيما عرف بالحواسم يوم التاسع من أبريل 2003 بعد احتلال القوات الأمريكية لبغداد وانهيار الدولة العراقية فظهرت جموع اللصوص والسراق لتفتك بالدولة العراقية وتنهب مؤسساتها ومراكز أبحاثها في هجمة همجية بشعة تحت أنظار القوات الأمريكية التي كانت تستمع بمشاهدة تلك المشاهد الهوليوودية المخزية لشعب يأكل نفسه ويدمر ذاته!!.