13 سبتمبر 2025

تسجيل

كن مع الله في الرخاء

08 أبريل 2015

عشنا قبل اسابيع اجواء جميلة ممطرة، عم قلوبنا الفرح وانفسنا الراحة والانشراح، وقبل أيام قليلة جاءتنا موجة غبار ورياح قوية انقلب حالنا إلى خوف وقلق. ولكن لنتذكر حالنا حين كانت الأجواء جميلة والكثير منا غارقون في ما لا يرضي الله، نسوا واجباتهم واسرفوا على انفسهم، نرى اصوات الموسيقى تعالت والأيدي لم ترفع لحمد الله على ما انعم من خير، وحين ساءت حالة الطقس نرى الحال انقلب إلى خوف ورجاء ودعاء وقرآن، وحين اعتدل الجو نسوا ربهم مرة أخرى، هل هي مواسم نتقرب فيها من الله فقط وننساه في اخرى؟ أم ننتظر المصائب والبلايا حتى نتقرب إلى الله؟ ولنقيس حالتنا مع الطقس في كافة اعمالنا في الحياة.نرى الصحيح يعصي الله وحين المرض يتوب، ونرى الغني يسرف على نفسه وحين تأتيه مصيبة يتوب.. فنربط الموسيقى المحرمة بالأفراح، والقرآن بالأحزان، نلعب طول العام وندعوا الله في وقت الاختبارات، وغيرها الكثير، قال الحبيب صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي: " تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة" فهي سنة ربانية من الله. كن مع الله في الرخاء يكن معك في الضيق والمرض والكرب.تخيل معي هذه القصة "كان هناك شخص يسيء دائما إلى صديقه ولا يحترمه ودائما يخالف كلامه ويزعجه ويفعل ما لا يحب، وذات يوم تعرض لمصيبة، واتصل على صديقه وطلب المساعدة، يا ترى كيف ستكون ردة فعل صديقه؟ " اترك لكم تكملة بقية القصة، ولكن حين نتعامل مع الرحمن الرحيم، فهو معنا في الرخاء والشدة، ففي الرخاء فرح وسرور، وفي الشدة صبر وأجور. ولكن إياك والتعدي على محارم الله في السرور بالمعصية ونكران المعروف، وفي الشدة بالتذمر وعدم الصبر، فأنت الخاسر في النهاية.فلا تكن كالذين قال فيهم رب العزة: "فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66)" فهؤلاء دعوا الله في الشدة وحين نجاهم إذا هم يكفرون بالنعم فقال لهم الله: فسوف يعلمون؟، ففي هذه الجملة تهديد ووعيد.فلنراجع صفحات حياتنا في سعادتنا كيف كنا ووقت مصابنا أين كنا؟، هل أدينا حق الله في الرخاء ليعيننا في القوة؟ ولنفتح صفحة جديدة في حياتنا ولنراجع علاقتنا مع الله، فتكن علاقتنا مع الله غير مرتبطة بحالنا، فلنكن مع الله في كل حال فقد منّ علينا أن جعل في كل أمورنا خير، ففي السراء أجر وفي الضراء أجر .... إذا كنـت في نعمـة فارعـها * فإن الذنـوب تـزيل النعـم وحطهـا بطاعة رب العبـاد * فرب العـباد سريـع النـقـم