16 سبتمبر 2025
تسجيلمن منا لا يحب أن يسمع صوت المؤذن وهو يرفع الاذان معلنا دخول وقت الصلاة؟! ومن منا لا يحب ان يسمع الاذان بصوت عذب جميل يجعل المسلم يسمع باذنيه وبقلبه ويستشعر معانى الاذان ويشعر معها بالراحة والسكينة؟! فليس الاذان مجرد كلمات تسمع، واذا كانت كذلك فلماذا كان اختيار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لبلال رضى الله عنه دون غيره من الصحابه الا لأنه أجملهم واعذبهم واقواهم صوتا، فلم يكن الاختيار بمن أكثرهم تقوى وورع، فقد كان هناك ابو بكر وعمر رضى الله عنهما. فمن شروط اختيار المؤذن الجيد حسن الاداء مع جمال الصوت وعذوبته، وهذا ما لا نراه الآن فى بعض المساجد فهناك بعض المؤذنين لا يوجد فى اصواتهم اى جمال او عذوبة بل تجد ان اصواتهم تنفر من سوئها وللاذان اهمية بالغة فى الاسلام، فالاذان هو اظهار شعائر الاسلام كما ذكر العلماء فى حكمة الاذان خمسة اشياء وهى اظهار شعائر الاسلام، وكلمة التوحيد، والاعلام بدخول وقت الصلاة ومكانها، والدعاء الى الجماعة. وانا ارى ان صوت المؤذن الشجي يدفعك لعبادة أفضل واحساس صادق مؤمن، فنحن نعلم أن كثيرا من الناس دخلوا الاسلام بسماعهم الاذان بما فيه من معان وعظمة، وراحة للنفوس، فقد كان رسولنا الكريم يقول لمؤذنه بلال رضى الله عنه: ارحنا بها يا بلال، والان ما نسمعه من اذان يجعلنا لا نرتاح أبدا فنحن نملك مآذن جيدة ومكبرات صوت أصواتها عالية ولكننا لا نملك أصواتا شجية وندية نشعر معها بالراحة، فهناك تلوث سمعى من بعض المؤذنين يصيب آذاننا وقلوبنا بداء النفور من الصوت، والسؤال: لماذا لا تكون هناك مسابقة لاختيار أجمل الاصوات وأعذبها مع حسن الاداء؟ الا يستدعى الامر ان تقام من أجله مسابقات يتقدم لها من يجد فى صوته الجمال والنداوة مع حسن الاداء وتكون هناك معايير محددة لقبول تلك الاصوات واعتمادها فعليا؟ وأظن ان مثل تلك المسابقات تقام فى بعض الدول الاسلامية، فان اختيار المؤذنين أصحاب الأصوات الجميلة يغلق الباب امام كل من يعترض على الاذان عبر مكبرات الصوت ويراه مزعجا لان سبب استياء البعض من مكبرات الصوت هو قباحة صوت المؤذن فى المقام الاول، فاصوات المؤذنين المزعجة قد تؤثر سلبا على الاذان فى نفوس الناس ونحن نعلم جيدا فضل المؤذنين والاجر الذى يختص به المؤذن عن غيره فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المؤذنون اطول الناس اعناقا يوم القيامة) كما قال صلى الله عليه وسلم (المؤذنون أمناء المسلمين على صلاتهم وحاجتهم) أى انهم حفاظ على صلاتهم لانهم هم الذين يعلمون المسلمين بدخول وقت الصلاة، وانا هنا لا اهاجم المؤذنين ولكنى فقط احب ان يكون المؤذن كما كان فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وكما كان بلال رضى الله عنه عذب الصوت شديد التاثير فى كل من يسمعه، ولكن وللاسف الشديد فى يومنا هذا يتسارع بعض المؤذنين (دون التعميم) لالقاء الاذان ليس لأن أصواتهم عذبة وندية وانما حتى يحصلوا على العائد المادى وحسب، رغم أصواتهم المنفرة. وأخيرا أتمنى من المختصين الاهتمام باختيار المؤذنين أصحاب الاصوات العذبة الجميلة التى تؤثر فى نفوسنا وتجعل من الاذان عبادة عظيمة وتجعلنا نسمع الاذان بكل حواسنا ونردد وراء المؤذن، بدل ان تجعلنا نغلق اذاننا من بشاعة الصوت وقبحه وان تكون هناك مسابقات يتقدم لها من لديه صوت جميل وعذب، فكل ذلك سيكون له الأثر الجيد على غير المسلمين وان يكون هناك مسؤولون يكون تخصصهم فى سماع الاذان فى المساجد المختلفة وتقييم اداء المؤذنين من وقت لاخر وايقاف من كان صوته سيئا وايجاد بديل صاحب الصوت الجميل والعذب رحمة بنا وباذاننا؛ ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. وسلامتكم.