12 سبتمبر 2025
تسجيلالموظفون هم أساس لبنة العمل والعمود الفقري للمؤسسة والقلب النابض للدائرة، فكل الخدمات المميزة التي تحقق أهداف منظومة العمل تعتمد على تواجد وتكاتف وجهود الموظفين، لذلك جميع المديرين والمسؤولين يدركون أهمية قياس الأداء الوظيفي وفق معايير وأهداف يحددها الرئيس المباشر والوصف الوظيفي للموظف للتأكد من أنه يؤدي العمل وفقاً للمهام المنوط إليه، ولوضع كل موظف في ميزان العدل والتقدير، وجد التقييم السنوي لمراجعة الأداء وإلى أي مدى حقق أهداف ورؤية المنظومة ليتم بعدها مقارنة النتائج بالتوقعات والأهداف. إدارة الأداء ضرورية لمتابعة سير وإنتاجية العمل وتحقيق الرسالة، والتركيز على الكفاءات التشغيلية وتحفيزهم لمزيد من الإنجاز والإبداع، وهو تعاون إيجابي مستمر بين الموظف ومديره المباشر لتحقيق الأهداف السنوية. في الخمسينيات كان نظام تقييم الموظفين مبنيا على سمات الشخصية مثل المعرفة والإخلاص والولاء والوفاء، ليتم الإدراك لاحقاً أن هذه السمات لا علاقة لها بإنتاجية الموظف، ويجب البحث عن طرق تقييم أفضل، ومع مرور الوقت تدرج تقييم الأداء وارتقى ليخدم الموظف والمنظومة بآن واحد، وحالياً تتضمن أنظمة إدارة الأداء الفعالة عناصر مهمة كتحديد الأهداف ومراجعة تحسين الأداء. يلاحظ في محيط العمل أنواع ومستويات مختلفة من الموظفين، هناك المجتهد الدؤوب المواظب، وبالمقابل هناك المتقاعس المتهاون المهمل، مما يتسبب بعرقلة الأداء، وبالتالي يتأثر سير العمل بناء على قلة تمكين العطاء مما يتوجب تحديد استراتيجيات ومبادرات تحسين الأداء وإنشاء خطة قابلة للقياس والتنفيذ لتحقيق الهدف النهائي. لذلك كجهة عمل يجب أن نحسن اختيار الموظف بشفافية على الشاغر الوظيفي بما يتناسب أكاديمياً مع خبراته المهنية ويتوافق مع الوصف الوظيفي مع تجنب استقطاب موظفين من باب المجاملة والمعرفة. والمثير للاستغراب أن هناك موظفين لا يعلمون من هو مديرهم المباشر، لذلك وجب التواصل بين المدير وموظفيه بطريقة مباشرة لتحفيز الإنتاجية والأداء الجيد وهذه من سمات المدير الناجح. ولا نتجاهل رفاهية الموظف وصحته النفسية والجسدية، فهي تدخل ضمن سياق تحسين وكفاءة الإنتاجية من حيث بيئة العمل التي تتناسب مع المهام الوظيفية، فالموظف الذي يحقق أهداف المؤسسة ويتفوق في جوانب وظيفيّة أخرى، يجب أن يمنح مكافأة كحافز على ما حققه من أهداف أو إجازة مدفوعة الأجر او رسالة شكر وتقدير، فالاعتراف بمجهودات الموظفين يشعرهم بالتقدير والحفاوة والانتماء للعمل لعطاء أكثر. ولكي نضمن أن الموظف يؤدي عمله بكفاءة، يجب إدراج استراتيجية تدريب وتطوير الموظفين على مستوى جميع الفئات الوظيفية فهي ضرورة ملحة وجب تنفيذها بشكل احترافي ومتميز لرفع قدرات وكفاءات الموظفين وتطوير أدائهم، وبلا شك سوف تكون المخرجات ثرية لتمكينهم باكتساب مهارات تعزز قيمة كفاءة وجودة الإنتاجية وصقل المهارات الناعمة، ليكون مستقبل إدارة الأداء أكثر تركيزاً وتمحوراً على التطوير والابتكار الوظيفي والمهني.