15 سبتمبر 2025

تسجيل

اليوم العالمي للمرأة

08 مارس 2022

تحتل المرأة مكانة كبرى في المجتمع، حيث فرضت نفسها وبقوة في صدارة الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وفي جميع مناحي الحياة، وهي تعتبر بذلك شريكاً مكملاً للرجل وليست منافسة أو خصماً له، لأننا نؤمن في مجتمعاتنا العربية الاسلامية بالكرامة والعدل والمساواة، وكما جاء في الحديث الشريف، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم «إنما النساء شقائق الرجال ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم»؛ ان المرأة شقيقة الرجل فهي النصف المكمل له، فالإنسان لا يكمل إلا اذا التقى الرجل والمرأة، فالرجل لا معنى له بدون المرأة والعكس صحيح. فالنساء شقائق الرجال؛ أي ان النساء ليست الجزء الأفضل ولا الأدنى ولا المساوي، بل هو الجزء المكمل للرجل. فنحن بهذا المعنى لا نستطيع أن نقول أيهما أفضل لأن المفاضلة لا تكون الا ضمن الجنس الواحد أي بين امرأة وامرأة أو بين رجل ورجل. إن العلاقة التي تربط المرأة بالرجل علاقة رحمة ومودة واحترام ومساواة وتفاهم، وهي علاقة وثيقة تتسم بإعطاء قدر كاف لحريتها، حيث إنه لا يوجد صك بملكية الزوجة بحيث يقوم بإهانتها او الاعتداء عليها قال تعالى: (وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً) آية 21 سورة النساء). وهي كذلك لديها حقوق وواجبات بالمقابل وأهمها حق الأمومة وهو أقدس الحقوق وبالتالي هو حق الحياة. في كل عام تحتفل نساء العالم أجمع بيوم المرأة العالمي بتاريخ ٨ /‏‏ آذار احتفاء بفوزها على قوانين العمل اللَّا إنسانية والقسوة التي تعرضت لها المرأة في امريكا واوروبا في القرنين التاسع عشر والعشرين، حيث كن تحت جور ووطأة قوانين العمل وخصوصـاً ساعات العمل الطويلة التي كانت تمتد لتصل الى 16 ساعة، وكذلك اسلوب التعامل المذل لهن، ونتيجة لهذا كانت الاحتجاجات النسوية مستمرة على طول السنين التي سبقت الاعتراف بمطالبهن والرضوخ اليهن في عام ١٩٠٩ فاستجابت الشركات لنداء النساء المضطهدات في سوق العمل، وبدأت حياة جديدة تضيء حياة المرأة بكرامة وعدل ومساواة مع الرجل، ومع تطور المجتمعات المدنية بشكل اوسع وصدور الأحكام والقوانين التي تحمي المرأة الا أنها ما زالت تعيش في مجتمعات ذكورية يطغى عليها الموروث الثقافي من عادات وتقاليد متواترة بدون أي حق شرعي أو قانوني، مما يمنعها من الوصول إلى الريادة فـي جميع المجالات، وتبقى محاولات التغيير في هذا الجانب بطيئة وضعيفة لأن غالبية أصحاب القرار هم من الذكور بالرغم من الضغوطات الدولية لمنظمة الأمم المتحدة على دول العالم جميعاً لإرساء بنودها للقضاء على جميع أنواع التمييز ضد المرأة وهو أمر ايجابي ينحو نحو نهضتها في المجتمع الى آفاق المساواة والحرية وإعطائها جميع حقوقها مساواة مع الرجل والقضاء على جميع أنواع العنف الذي يقع بحقها المعنوي والجسدي والمادي. إن أحدث الدراسات النفسية تؤكد أن الإبداع أنثوي لأن حيوية المرأة دائماً في الداخل فالمرأة أصبر من الرجل وأقدر على احتمال الصدمات، فالنساء جنس قوي جداً ولديهن فضائل باطنية عظيمة فهن أطول أعماراً من الرجال، فكل هذه الصفات كالصبر، والانطواء، والاستدعاء، والتخمير، كلها خمائر لإبداعات العبقرية. وبهذا لا تستطيع المرأة إلا أن تكون أعظم أم وأعظم شاعرة وأعظم كاتبة، وأعظم فنانة تعبر عن هذه الميزات المتفردة فيهـا تماماً، كما أنهـا تتميز بالسر الإلهي الذي وضعه فـي كينونتها ووجودها. فما أجمل المرأة وما أعظمها!، كل عام ونساء الكون بخير وسعادة.