28 سبتمبر 2025
تسجيلفي الرابع من أذار، ذكرى رحيل الأمين العام للأمم المتحدة، السفير خافيير بيريز دي كوييا، الذي ترك إرثا سخيا من عمله الذي كان مكرسا لتعزيز السلام في العالم، وهو الوضع المختلف الذي نواجه في مجتمعنا الدولي في الوقت الحاضر. رجل دولة بارع، ودبلوماسي محنك ومحام بيروفي بارز، نموذج يحتذى به، ذو شخصية خاصة، شخص أعطاه القدر فرصة عظيمة لقيادة منظمة دولية مثل الأمم المتحدة بتواضع وحسن الخلق، وبنتائج مذهلة من عمله في الحوار والتفاوض من أجل الوصول إلى الرضى والانسجام بين الأمم ذات الرؤى المختلفة، وخلال توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة لفترتين متتاليتين لعب دوراً مهماً في الكثير من قصص النجاح وحل العديد من الخلافات التي حدثت دون عدالة وديمقراطية، فما زالت نجاحاته مشرقة بعد عامين من وفاته. كدبلوماسي، مهنة تسعى إلى حل مشكلات الجميع، خدم في وجهات دولية ذات صلة، وفي فترات واجه فيها العالم مواقف كثيرة كما ذكرنا. الأمين العام السابق للأمم المتحدة الذي بدأ حياته المهنية في باريس كسكرتير ثالث عام 1949. بعد سنوات أصبح ممثل بيرو لدى الأمم المتحدة وشارك في أول جمعية عامة في عام ١٩٦٤ في لندن، كما ترأس العديد من البعثات في فرنسا وسويسرا وبولندا وفنزويلا والاتحاد السوفيتي. في منصبه الدبلوماسي الرفيع، كان حاضراً في العديد من البلدان يقوم بعمله لمواصلة تعزيز الحوار ودعم الشعوب التي تتطلب وجوده، واصفاً نفسه بأنه "حاج السلام"، كما انه قد زار منطقة الشرق الأوسط وقطر عام 1984، في حرصه على السلام والتفاهم الجيد. عندما كنت أعمل في إحدى الإدارات كسكرتير ثالث للمستشارية في وزارة الخارجية في ليما، تلقيت يوما ما مكالمة هاتفية من السفير خافيير بيريز دي كوييا الذي أخبرني أن لديه معلومات عن إمكانية الترشح لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، ووفقا للرسالة الواردة من نيويورك فعليا، كان له شرف عظيم لقيادة الأمم المتحدة. لقد كان لطيفا معي، وبعد أيام أصبح الأمين العام للأمم المتحدة. واصلت الأمم المتحدة، من خلال قيادته القديرة، لعب دور مهم خلال الفترة المظلمة في العالم، وحتى الآن ما زلنا نقدر دبلوماسية خافيير بيريز دي كوييا حيث ساعد في حل المواقف العالمية المعقدة كحل الصراع الإيراني العراقي في عام 1988؛ إطلاق سراح الرهائن الغربيين في لبنان. روج لأفضل سيناريو للتفاوض بشأن تهدئة الأوضاع في أنغولا؛ الانضمام إلى معاهدة السلام لكمبوديا، المشاركة في عملية القضاء على الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، حل وتهدئة السلفادور، استقلال ناميبيا، انسحاب القوات السوفيتية من أفغانستان. نرى في أيامنا هذه الدور المهم الذي تلعبه الأمم المتحدة في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وتعزيز رفاه شعوب العالم، وأهمية التعاون الدولي لتحقيق غاياتنا وأهدافنا.