28 سبتمبر 2025

تسجيل

بيرو: عيد الاستقلال الوطني الـ 201

26 يوليو 2022

تحتفل جمهورية بيرو باستقلالها الـ 201 في 28 يوليو الجاري، الذي يعتبر من أهم الأعياد الوطنية للبلاد، في هذا اليوم بدأت ملامح الاتحاد بالظهور وكان بداية الاستقرار لدولة موحدة، هو احتفال وطني تحتفل به البلد بأكملها وشعبها في جميع المدن على امتداد أرضها التي تزيد مساحتها على مليون كيلومتر مربع، وأيضاً جميع الجالية البيروفية في كافة أنحاء العالم. تضج البلاد بالحفلات الموسيقية والأنشطة الثقافية والمعارض والاستعراضات الخاصة وتتزين المباني والشوارع بالألوان الوطنية لعلم بيرو باللونين الأحمر والأبيض، وتقدم المحلات والمطاعم خصومات خاصة خلال شهر يوليو ليستمتع الجميع بالاحتفالات. الحدث الرئيسي للاحتفال هو خطاب الرئيس للشعب في بلازا دي أرماس، فيه يتطرق إلى حالة الأمة والتقدم المحرز خلال العام السابق، يليه قداس "Deum Te" بقيادة رئيس أساقفة ليما. في سنوات الانتخابات، يكون هذا أيضًا اليوم الذي يؤدي فيه الرئيس اليمين ويتولى مهامه رسميًا كزعيم للأمة. اليوم الوطني لجمهورية بيرو ليس مجرد موعد للاحتفال، بل إنه رسالة عظيمة مفادها أننا لا نتراجع عن الأحلام مهما كانت الصعوبات. وفي هذه المناسبة أود أن أؤكد على متانة العلاقات بين جمهورية بيرو ودولة قطر، فعلاقتنا ممتازة ونعمل بجد لتعزيزها في كافة القطاعات المشتركة، وحالياً المشاورات قائمة على اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار، كما نعمل على تعزيز علاقاتنا في مجالات التعليم والثقافة والصحة والرياضة. ومن الجدير بالذكر أن علاقاتنا الدبلوماسية تم إضفاء الطابع الرسمي عليها في 7 نوفمبر 1989، حيث أنشأنا سفارتينا في الدوحة وليما في عامي 2011 و2012. وقد زادت العلاقات قوتها بعد الزيارة الرسمية التي قام بها الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في فبراير 2013 إلى ليما-بيرو وزيارة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى ليما في 2 أكتوبر 2018. استندت العلاقات القطرية البيروفية إلى التعاون السياسي والدبلوماسي حيث إن دولة قطر جهة فاعلة ذات صلة في السياسة الدولية والعلاقات الدبلوماسية. وتعزز كلتا الدولتين علاقتهما التعددية لتسمح بالحفاظ على السلام والوحدة من أجل الأهداف والمصالح المشتركة، وأيضاً لتعزيز الصورة الإيجابية لبلدينا. علاوة على ذلك، تشترك الدولتان في مبادئ سياساتهما الخارجية:  الاعتراف بالمساواة في السيادة بين الدول.  تحريم التهديد واستخدام القوة في العلاقات الدولية بما يهدد وحدة الأراضي أو الاستقلال السياسي.  عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.  الحل السلمي للخلافات الدولية على أساس المساواة في السيادة بين الدول.  الخضوع للقانون الدولي كقاعدة للسلوك في العلاقات الدولية.  المساواة في الحقوق وتقرير المصير للشعوب، وكذلك الحق في حرية اختيار نظامها السياسي والاقتصادي والاجتماعي.  الدفاع عن حقوق الإنسان وتفسير القوانين وفق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمعاهدات المصادق عليها في هذا الشأن.  تعزيز السلام والأمن والتعاون والتنمية في مختلف مجالات العلاقات الدولية. تتشابه أهداف بيرو مع "رؤية قطر الوطنية 2030"، التي تم إصدارها رسميًا في أكتوبر 2008، والتي يتمثل هدفها الرئيسي في تحويل قطر إلى مجتمع متقدم قادر على تحقيق التنمية المستدامة. من ناحية أخرى، نود أن نعرب عن أن بيرو شهدت تحسنًا اقتصاديًا هائلًا في العام الماضي ولديها ثالث أدنى معدل تضخم على المستوى الإقليمي، في أمريكا اللاتينية، حيث سيكون التضخم في بلدنا في المرتبة الثالثة خلال العام المقبل بنسبة 3.3 ٪، وستحل بيرو في المرتبة الثانية في عام 2024 بنسبة 2.9 ٪ وبنسبة 2.7 ٪ في عام 2025. خلال فترة مكوثي في قطر يمكنني القول إنني وجدت تشابهًا كبيراً بين قطر وبيرو في نواح كثيرة من بينها: اللغة العربية وتواجدها في اللغة الإسبانية، وأيضاً تأثير فن الطهي العربي على المطبخ البيروفي، والأصول العربية لخيول باسو البيروفيه، والرابط بين الإبل العربي والإبل في أمريكا الجنوبية، وقيمة المجتمع العربي الموجود في بيرو. لقد بنينا دولة فخورة بجذورها من سلسلة الجبال إلى الساحل أمام المحيط الهادئ بثروات لا حصر لها، حيث لدينا مدينة كارال التي يبلغ عمرها 5 آلاف عام، وماتشو بيتشو واحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة في العالم، ولغز خطوط نازاكا وغيرها الكثير. أخيرًا، يجب أن نعرب عن امتناننا لدولة قطر وسلطاتها الذين قدموا للبيروفيين تجربة رائعة في جميع الفعاليات الدولية التي شاركنا فيها، وكذلك المؤتمرات السياسية والثقافية والرياضية "ككرة القدم وألعاب القوى والسباحة والرماية والإسكواش وتنس الطاولة وغيرها". لا شك أن قطر ستستضيف نسخة لا تُنسى من مونديال 2022 سيتذكرها العالم دائمًا. في هذه الذكرى السنوية الخاصة لاستقلالنا وبالنيابة عن جميع مواطني بيرو، يسرنا دعوتكم لزيارة بيرو، بلد متنوع وذو طبيعة فريدة حيث يمكنك أن تجد فيه 84 نظامًا بيئيًا ولديه 28 مناخًا في الوقت نفسه، حيث تعد بيرو واحدة من 17 دولة شديدة التنوع في العالم، ويمكنك الاستمتاع بمراقبة النباتات والحيوانات الحصرية في بيئتها الرئيسية: كوستا في الغرب؛ الأنديز في الوسط، والأمازون الهائلة في الشرق. عندما تكون هناك صداقة، تستمر علاقة الدولتين مع مرور الوقت لصالح سكانهما، بيرو وقطر معًا إلى الأبد. سفير جمهورية بيرو لدى الدولة