17 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا أدونيس؟

08 مارس 2015

لم يكن أدونيس "علي أحمد سعيد اسبر" إلا واحدا من النخبة المثقفة المتساقطة على الطريق، وأحد الذين كشفتهم الثورات العربية وأماطت عنهم القناع الزائف، هذا الرجل الذي يسمي نفسه أدونيس وهو لقب لأحد الآلهة في اللغة الكنعانية – الفينيقية.فتعريفه لنفسه يحمل معنى الألوهية، ولهذا ليس غريبا عليه أن يسمي أحد كتبه "الكتاب" بأجزائه الثلاثة، مع أن في هذه التسمية سياقات مبطنة تشير بشكل غير مباشر إلى "القرآن الكريم" فمن المعروف في اللغة العربية أن كلمة "الكتاب" وحدها مجردة من جملة تعني القرآن الكريم أو الكتاب المقدس.الغريب والمستهجن والمرفوض هو دعوة "أدونيس" إلى الدوحة، قلعة الإيمان والثقافة العربية والإسلامية وكعبة المضيوم ليقرأ كتاباته بجامعة جورج تاون في المدينة التعليمية في "أمسية خاصة"، سيقدم خلالها بعضا من قراءاته المنحرفة المتناقضة المليئة بالحقد على كل ما هو عربي وإسلامي، ولكي لا نتحدث في الفراغ فإنني أورد بعضا من كتاباته كدليل على انحرافه الفكري والعقائدي والقومي فهو يقول في كتابه الثابت والمتحول:"الله والأنبياء والفضيلة والآخرة ألفاظ رتبتها الأجيال الغابرة وهي قائمة بقوة الاستمرار لا بقوة الحقيقة، والتمسك بهذه التقاليد موت والمتمسكون بها أموات، وعلى كل من يريد التحرر منها أن يتحول إلى حفار قبور، لكي يدفن أولاً هذه التقاليد، كمقدمة ضرورية لتحرره".ويدعو إلى الإلحاد صراحة ويقول: في أعماله الشعرية ويقول: لم يبق نبي إلاّ تصعلك، لم يبق إله... هاتوا فؤوسكم نحمل الله كشيخ يموت، نفتح للشمس طريقاً غير المآذن، للطفل كتاباً غير الملائكة، للحالم عيناً غير المدينة والكوفة هاتوا فؤوسكم" ويقول أيضا في كتابه الثابت والمتحول: الأخلاق التقليدية هي التي تعيش الخوف من الله ، وتنبع من هذا الخوف، الأخلاق التي يدعو إليها جبران هي التي تعيش موت الله".وهو يمتدح في نفس الكتاب كل الفرق المنحرفة والشاذة عبر التاريخ الإسلامي و يقول في كتابه الثابت والمتحول: " نرى تيارين للحداثة : الأول سياسي فكري ، ويتمثل من جهة في الحركات الثورية ضد النظام القائم ، بدءا من الخوارج ، وانتهاء بثورة الزنج ، مرورا بالقرامطة، والحركات الثورية المتطرفة، ويتمثل من جهة ثانية في الاعتزال والعقلانية الإلحادية وفي الصوفية على الأخص.يقول في أعماله الشعرية الكاملة: أكره الناس كلهم، أكره الله والحياة أي شيء يخافه من تخطاهم ومات"ويساوي بين الله تعالى والشيطان و يشبه الله تعالى بالجدار، ويقول من أنت من تختار يا مهيارأنى اتجهت الله أو هاوية الشيطانهاوية تذهب أو هاوية تجيءوالعالم اختيار لا الله اختار ولا الشيطانكلاهما جدار كلاهما يغلق لي عيني هل أبدل الجدار بالجدار.. ويقول: كاهنة الأجيال قولي لنا شيئا عن الله الذي يولد قولي أفي عينيه ما يعبدويقول: مات إله كان من هناك يهبـط من جمجمة السماء....نموت إن لم نخلق الآلهةنموت إن لم نقتل الآلهة......يا ملكوت الصخرة التائهةزواحف من كل نوع تقتحم الأرضو الإنسان يصطاد السماء إن الله يتقدم في جنس حيواني يتخلق"هذه عينات فقط مما يكتب "أدونيس" فهو ضد الله والإسلام والأخلاق والمسجد، ويعتبر أن الحرية والديمقراطية تبدأ بقتل الإسلام وإخراجه من الحياة، وهو ضد الربيع العربي لأن الثورات لا تخرج من المساجد ويعتبر أنه لا ثورة بدون فصل الدين عن الدولة وتحرير المرأة من الشرع الديني، وهو ضد الحضارة والثقافة العربية ويصفها بالـ "منقرضة". وأن العرب يسيرون نحو القرون الوسطى والانقراض الحضاري.الغريب في موقف أدونيس أنه يعتبر ما قام به الخميني ثورة رغم أنها ثورة دينية انطلقت من الحسينيات خلافا لموقفه من الثورات التي تنطلق من المساجد، وهو بذلك يكشف عن طائفيته المقيته التي يحاول أن يخفيها تحت وابل من زخرف الكلام. ويعلن أن الحديث عن الحرية والديمقراطسة لا معنى له بدون الانفصال اجتماعيا وسياسيا وثقافيا عن الدين، ويطالب بإنشاء "جبهة مدنية علمانية" على المستوى العربي لتأسيس قيم جديدة وعلاقات إنسانية جديدة ومجتمع الجديد.أدونيس .. لا أهلا ولا سهلا بك في الدوحة.