31 أكتوبر 2025

تسجيل

الزكاة نماء وطهارة (2)

08 مارس 2015

ما زلنا مع الزكاة هذه الفريضة الغائبة أو المغيبة أو المهملة أو التي لا يدرك الناس جرم تجاهلها وعظم مكانتها عند الله سبحانه وتعالى، فقد بينت السنة مكانة الزكاة فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله‏،‏ وأنّ محمدًا رسول الله‏، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة‏.‏‏)‏ أخرجه البخاري ومسلم . وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال‏:‏ ‏(‏بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم‏.‏‏)‏ أخرجه البخاري ومسلم،‏ وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏بني الإسلام على خمس:‏ شهادة أن لا إله إلا الله‏، وأن محمدًا رسول الله،‏ وإقام الصلاة‏،‏ وإيتاء الزكاة‏، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا‏، وصوم رمضان‏.‏‏)‏ أخرجه البخاري ومسلم‏.وهنا نؤكد كما يقول علماؤنا من أنكر وجوب الزكاة خرج عن الإسلام ويستتاب، فإن لم يتب قتل كفرا‏، ‏إلا إذا كان حديث عهد بالإسلام‏،‏ فإنه يعذر لجهله بأحكامه ويبين له حكم الزكاة حتى يلتزمه‏،‏ أما من امتنع عن أدائها مع اعتقاده وجوبها فإنه يأثم بامتناعه دون أن يخرجه ذلك عن الإسلام‏، ‏وعلى الحاكم أن يأخذها منه قهرا ويعزره ولو امتنع قوم عن أدائها مع اعتقادهم وجوبها وكانت لهم قوة ومنعة فإنهم يقاتلون عليها حتى يعطوها، ودليل ذلك ما رواه الجماعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏، ‏وكان أبو بكر رضي الله عنه‏، ‏ حيث كفر من كفر من العرب‏، فقال عمر‏ رضي الله عنه آن ذاك :‏ ‏(‏كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله‏، فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله تعالى؟ فقال:‏ والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة‏، فإن الزكاة حق المال‏، ‏والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها‏.‏ فقال عمر‏ رضي الله عنه وأرضاه:‏ فوالله ما هو إلا أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق‏ .وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:‏ ‏(‏ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صُفِّحَت له صفائح من نار‏،‏ فأُحْميَ عليها في نار جهنم‏،‏ فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره‏،‏ كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يُقْضَى بين العباد‏،‏ فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار‏.‏‏)‏ رواه مسلم‏.‏وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه‏، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏ما من أحد لا يؤدي زكاة ماله إلا مُثِّلَ له يوم القيامة شُجاعا أَقْرع حتى يُطَوّقَ به عنقه‏.‏‏)‏ ثم قرأ علينا النبي صلى الله عليه وسلم مصداقه من كتاب الله ‏(‏ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة‏) ‏ ‏(‏آل عمران ‏180‏‏)‏‏، ‏ حديث صحيح‏، رواه النسائي وابن خزيمة وابن ماجه واللفظ له‏.وعن علي رضي الله عنه قال‏:‏ ‏(‏لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكلَ الربا وموكلَه‏،‏ وشاهدَه‏، وكاتبَه‏، والواشمةَ‏، والمستوشمةَ‏،‏ ومانع الصدقة، ‏ والمُحَلِّلَ‏،‏ والمُحَلَّلَ له‏ )‏ حديث حسن رواه أحمد والنسائي‏.‏وأخيراً أشد على أيادي القائمين على صندوق الزكاة في قطر على الجهود التي يبذلونها من أجل تذكير الناس بهذه الفريضة الحيوية لبناء المجتمعات وتكافل أفرداها كما أحيي زملائي من سفراء صندوق الزكاة على جهودهم في تعريف وتذكير الناس بالزكاة. ودعوة إلى جميع المسلمين أرضوا ربكم بها وطهروا أموالكم بها وادخلوا السرور على قلوبكم قبل أن تدخلوها على قلوب الفقراء والمساكين والمحتاجين من المسلمين وسلامتكم .