16 سبتمبر 2025
تسجيلفي الأجواء الإقليمية اليوم، ثمة مناوشات وحملات سياسية وإعلامية مبرمجة تستهدف الدور الدبلوماسي القطري، وهي حملات اختلطت فيها الدعايات والأغراض والأهواء ولكنها متفقة على شيء واحد وهو محاولة الإساءة لدولة قطر من منظور، وباب توزيع الاتهامات الجزافية والوهمية بأبعادها الخرافية وغير القابلة للتصديق!، وهي تدخل ضمن إطار الحملات الظالمة التي تتعرض لها دولة قطر من القريب قبل الغريب ومن الأخ والشقيق قبل الخصم والعدو للأسف! دولة قطر في كل تحركاتها ومواقفها كانت واضحة وشفافة وصريحة ومبدأية في مواقفها، لا تلجأ لمواقف النفاق ولا تختفي خلف التوريات الكلامية أو المحسنات اللفظية والبديعية، بل أن توجهاتها الإنسانية وأهدافها تصب في مجرى وتيار دعم الحرية والأحرار وعدم التردد في نصرة الحق والحقيقة والذي هو رائد السياسة القطرية المنبثقة من التوجهات السامية لسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد ووفقا للرؤية الشمولية والإنسانية التي رسم خطوطها وأطرها العامة سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة الذي سيدخل التاريخ باعتباره رائدا من رواد التغيير نحو الأفضل واستشراف آفاق المستقبل، دولة قطر لا تجزع أو ترتعب من أية حملات عدائية مهما كان لونها وجنسها وطابعها فهي حينما اتخذت قراراتها الإستراتيجية والتي حولت الدولة لخلية نحل من العمل والإنجازات وورشات البناء والتنمية والتطوير للتعليم ولكل مناحي الحياة، كانت تعلم بحجم وطبيعة التحديات وتدرك تماما معنى التحرك وسط حقول الألغام وعقليات الجمود والتحجر، كما كانت ولا زالت تتفهم بالكامل كل أبعاد وصيغ وأسباب الحملات العدائية والتي لم تفتر لحظة واحدة أو تهدأ نيران الحقد في صدور مشعليها. دبلوماسية دولة قطر تستند لرؤية وفلسفة مبدأية واضحة ولا تتأثر بسياسة الفعل ورد الفعل، فتصريحات وتوضيحات معالي وزير الخارجية ومهندس الدبلوماسية القطرية السيد خالد العطية يبدو أن صداها لم يصل لإدراك البعض من الذين يخلطون الأمور ويمارسون توجهات عبثية وغير دقيقة في تفسير النوايا والمنطلقات القطرية، فقطر حينما وقفت بشدة وعلانية وصراحة ضد النظام السوري في بداية الثورة السورية كان موقفها منطلقا من التضامن مع المظلومين وفي الدفاع عن المحرومين وبهدف حقن الدم العربي وإغلاق كل منافذ الفتنة واتباع طريقة الحوار في حل المشاكل، وقطر حينما دعمت ثورة الشعب المصري فإنها وقفت موقفا حضاريا جميلا بعيدا عن العدوانية والدم وحملات الثأر والانتقام، وفعلت ما بوسعها لدعم الشعب المصري في أمنه وغذائه واقتصاده، ولم تقصر أبداً رغم كل حملات التضليل في مد يد العون لشعب مصر وهي تأخذ بنظر الاعتبار دور مصر الحضاري والطليعي الكبير في العالم العربي وهو دور كان من الممكن أن يتطور وينمو لصالح الأمة العربية فيما لو ترك للشعب المصري تقرير خياراته المستقبلية وتطلعاته الحضارية بعيدا عن التعسف والظلم وثقافة العسكر التي أورثت العرب أجمعين مورد الهلاك، قطر لا تجامل أبداً أمام الحق ولا تخشى في ذلك لومة لائم ولا تخاف إلا من رب العزة والجلال، فهو نعم المولى ونعم النصير، لم تفعل قطر أي منكر، ولم ترتكب أي إثم سوى التمسك بأهداب الحق وبالدفاع عن الشرعية وبالسعي للتغيير السلمي بعيدا عن أجواء العنف والدماء والدمار التي تلاقي هوى عند أهل الفاشية ومن يؤيدها. ويبدو أن قطر وهي تبني وتعلي البنيان وتصدح بالحق لإيراد لصوتها أن يصل إلى المديات المطلوبة، وحيث يستمر مسلسل خلط الأوراق والتشويش العبثي دون مراعاة أن قطر تلعب دورا محوريا وحيويا في منظومة الأمن الخليجي وفي الموقف الصارم والمبدأي ضد الإرهاب بكافة أشكاله وصيغه وأدواته وشخوصه ومسمياته، الشيء المؤكد واليقيني بأن المتغيرات الكبرى التي حملتها السياسة القطرية سيذكرها التاريخ بمواقف العز والكرامة والشهامة، والشيء المؤكد أيضا بأن قطر لن تنحني أو تخضع لأية ضغوط تخالف توجهاتها الحضارية والإنسانية ومثلها وقيمها التي يعبر عنها ويرسم معالمها سمو الأمير تميم بن حمد، ستظل قطر ترفع رايات الحق والسلام وتعمل تحت ضوء شمس الحقيقة، وستبقى سندا وحصنا لقوى الحرية والسلام وعنوانا شامخا للوحدة الخليجية الشاملة، فكل الأزمات العابرة تمر وتتلاشى ولا تبقى سوى المبادئ والقيم العليا التي ترفع الدبلوماسية القطرية رايتها بشموخ وعز.