11 سبتمبر 2025
تسجيلمن حيث المبدأ وكأمر بديهي لا توجد مسوغات حقيقية لتشتّت الفلسطينيين في طريق رحلتهم وبحثهم عن حريتهم وتحرير وطنهم، فوجود أكثر من جهة تصادر أحقية انتزاع الحقوق الوطنية المسلوبة والمغتصبة يضعف الجميع ويطيل أمد الوصول إلى الخاتمة والنهاية السعيدة للدولة الفلسطينية، كما أن تعدد الفصائل والحركات يسمح باختراقها، وربما كان بعضها إنتاجا للاحتلال لتشويه المقاومة وتعقب نشاطها، والخلاصة من ذلك أنه لا وطن يحرر أو حقوق تستعاد.لا يمكن لوطن محتل أن يحصل على شيء طالما أن قياداته تتنازع المقاومة وتواجه بعضها وتدخل في تحديات تضر بمسار المقاومة والتفاوض، تلك مشكلة تجعلنا "نغسل اليد" من أن يحقق الفلسطينيون أقل أمانيهم وتطلعاتهم بأن يعيشوا في الضفة وغزة بأمن وسلام وينسوا الدولة والقدس والأقصى لأن الزحف الإسرائيلي يستمر ويصادر الأراضي ويستبيح الحقوق وينتهك الأعراض، فيما هؤلاء مشغولون بتفاوضات للمصالحة الوطنية بصورة أكثر من التفاوض مع العدو.بالله كيف تتحرر القدس وهناك جيوش من العملاء الذين يبيعون أوطانهم وقياداتهم مقابل باكت مارلبورو، أو يتعرض لابتزاز أخلاقي متعمد من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية!! هناك على ما يبدو بين الفلسطينيين من لا يريد حلا وليس حريصا عليه، في وقت هناك مخلصون يبذلون حياتهم ويدفعونها ثمنا لتحرير شبر من أرض وطنهم المسلوب، وتلك مفارقة تعقّد الوضع الفلسطيني، وسببها الرئيسي حالة التشرذم واختلاف الوسائل ومنهج التفكير في سلامة فلسطين والقدس.مؤتمرات ولقاءات المصالحة الفلسطينية أمر عبثي ينبغي أن يتوقف باتفاق الجميع على ثوابت وطنية لا اختلاف عليها، ولتؤدي بعدها كل الطرق إلى القدس، أما إذا تباينت الطموحات وسقوف الحل النهائي، وتشدد كل طرف في سلامة منهجه، حينها تدخل القضية برمتها نفقا أكثر ضيقا وظلاما، وسيجدون في نهاية الأمر أنفسهم يقتتلون على لاشيء لأنه لم تعد لديهم قضية، وينتهي حينها الدرس الفلسطيني.وبالإيقاع الحالي لماراثون التفاوض الانصرافي بين الفلسطينيين بحثا عن مصالحة، تتمدد إسرائيل وتعمل على تآكل الضفة وإحكام السيطرة على القدس الشرقية، ومن ثم تلتفت تحت أي مبررات أمنية إلى غزة لترمي سكانها في البحر أو تبيدهم فلا يبقى هناك فلسطين إلا على ورق الخرائط القديمة وكتب التاريخ، إنهم في الواقع يقدمون بذلك حلولا لمشكلة مزمنة لإسرائيل بأيديهم وليس بيدها.إعلامي سعودي*