05 أكتوبر 2025

تسجيل

ورق القصدير.. والحرارة

08 فبراير 2021

ولائم كبيرة نقيمها في مجتمعنا القطري بشكل خاص والخليجي بشكل عام، خاصة في المناسبات مثل حفلات الزواج والعزاء. قبل عدة أيام كنت أحد المدعوين على تلك الموائد الكبيرة التي يحضرها عشرات الأفراد في إحدى مناسبات الأفراح العديدة المنتشرة في أنحاء قطر. وبعد أن تم وضع العشاءK لاحظت أن الولائم مغطاة كالعادة بورق القصدير حتى لا يبرد الأكل، وهكذا يقدم من المطابخ الشعبية لكل من يطلبها، المهم حين تم رفع ورق القصدير لاحظت أن الورق من الداخل به سواد فتعجبت وقلت من أين يأتي هذا السواد؟ وهل هو تأكسد من حرارة اللحم والأكل بشكل عام، وما مدى تفاعل ذلك مع ورق القصدير؟ وغيرها من الأسئلة التي دارت في بالي قبل أن أضع يدي في الطعام، وبصراحة هذه الأسئلة بدأت تخيفني، وقللت شهيتي للأكل إن لم تقطعها نهائياً، وظللت أبحث لها عن إجابة، حتى تعرفت على أحد المختصين، وقال لي بالفعل إن ذلك تفاعل خطير قد يؤدي إلى أمراض قاتلة لا سمح الله، وبالطبع لم آخذ كل كلامه على أنه صحيح، لأنه لم يعطِني إثباتاً عملياً وليس هو مصدراً رسمياً في البلد، ولكن رفع من درجة الخطورة لديّ، وقلت يجب أن أحذر من هذا الأمر وأرفعه إلى الجهات المختصة في قطر للنظر فيه ولكني أحتاج أن أرى عينات أخرى من المطابخ الشعبية لأتأكد، وبالفعل ذهبت إلى أحد تلك المحلات وطلبت منهم أن أرى القصدير المغطى به الطعام وكان واضحاً تغير اللون من الداخل وقد لا يكون لدرجة السواد، وذلك حسب كمية ونوعية ومدة بقاء القصدير على الطعام. وقد يلاحظ الكثير من القراء، خاصة القارئات وربات البيوت في المطابخ أن ورق القصدير يتغير لونه أي يتفاعل بالحرارة، ولكن ما نتيجة هذا التفاعل وانعكاسه على الطعام، خاصة أن الكثير من الناس يلجؤون إلى تغطية الطعام بالقصدير، ومنهم للأسف من يطبخ الطعام في القصدير نفسه، ومنهم من يشوي فيه، حيث يلف الطعام ويرميه في الناروللقصدير استعمالات كثيرة يعرفها النساء والطباخون أكثر مني. السؤال الملح والموجه إلى وزارة البلدية لماذا لا يتم فحص ورق القصدير، خاصة في ظل وجود الطبقة السوداء (التأكسد) عليه؟ وإفادتنا بمدى ملاءمة هذا النوع لتغطية الطعام وهو ساخن، وذلك لتجنب أمراض قد تصيبنا ونحن لا نشعر بها عافانا الله وإياكم أجمعين. وإنني بكل تقدير واحترام أحيي الوزارة وجميع العاملين بها على الشفافية والمصداقية اللتين يتعاملون بهما مع الجمهور الكريم، وذلك باهتمامهم بكل صغيرة وكبيرة من شأنها مصلحة المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة، وقد كانت لي معهم أكثر من تجربة إيجابية، حيث كنت ألفت نظرهم ويقومون مشكورين بالمتابعة والاهتمام والحرص والتفاعل لما فيه المصلحة العامة وإنني أقدر ذلك لهم. فأتمنى من قلب مواطن محب لبلده ويشاركه كل المواطنون والمقيمون أن تقوموا يا وزارة البلدية بفحص عينات من ورق القصدير، خاصة ما يغطى بها الطعام وتعملوا اللازم لطمأنتنا على ذلك. شاكرين ومقدرين عملكم [email protected]