17 سبتمبر 2025

تسجيل

عيني عليكِ يا (غزة)

08 فبراير 2016

ربما لم يكن خبر اعتراف تل أبيب بإغراق أنفاق غزة، قد جاء بطلب شخصي، وفوري من قائد الانقلاب في مصر عبدالفتاح السيسي مستغرباً، فهذا الرجل منذ استيلائه على حكم المحروسة، وهو يعلن ـ في كل مرة تتفجر فيها سيناء ـ العداء لغزة وأهلها وإلى حركة حماس، ويحملهم مغبة ما يحدث في سيناء، حتى وصل الأمر بفئة مناصريه إلى التحدث بصراحة عن إعلان الحرب على غزة، ووقف المعونات التي تصلها من خلال معبر رفح، الذي يتحكم به الجانب المصري للأسف، وإلى تفضيل الإسرائيليين على أهل غزة، فلم لا يخرج اليوم هذا الاعتراف الذي لا يجب أن يعجب من العالم، وخصوصاً العرب الذين يرون بوضوح كمَّ العداء الذي واجه السيسي أهل غزة به، منذ التحكم بكرسي الرئاسة في مصر، ووصل إليه بعد فض ميدان رابعة الدموي؟!.. بل كيف يمكن أن يكون هذا الخبر مستغرباً، وهذا الرجل يستنزف من قوة واقتصاد وثروات مصر ما جعلها اليوم في مؤخرة الدول، بعد أن أهلك شعبه ما بين قتيل وهارب ومعتقل؟! فهل ستأتي إسرائيل اليوم لتقول ما لا يوجد في هذا (الرئيس)، أو تجمل ما هو قبيح فيه؟!.. فكلاهما على نفس الشاكلة، وما جعل إسرائيل اليوم تفصح عن هذا السر المعلن، في الواقع، هو أن مصالحها مع السيسي متشابهة، بما أن العدو هو واحد، وأن شرايين الغذاء والدواء التي كانت تمد أهل غزة بالحياة، كانت تشكل خطراً على إسرائيل نفسها، خصوصاً إذا ما اعتقدت مصر نفسها أن هذه الأنفاق يمكن أن تكون ممرات لتهريب أسلحة للمقاومة، لذا لا يمكن للمصالح بين القاهرة وتل أبيب سوى أن تتصالح، حتى وإن كانت الضحية في هذا شعب غزة المحاصر منذ عام 2007، والذي يلاقي حتى هذه اللحظة أكثر من عدو!! لا شك أن انقلاب مصر يضاهي الإسرائيليين عداوة له، وحقداً عليه، ولكن العجيب الغريب ولا أدري إن كان يجب أن أصفه بهذين الوصفين لأنه لم يعد شيء هناك يمكن أن نلحقه بعلامة التعجب، هو موقف الجامعة العربية، أو التي تسمى بهذا المسمى، ويقع كيانها في قلب القاهرة المتهمة اليوم بإعطاء تصريح لحكومة إسرائيل، بإغراق أنفاق غزة بالماء، والتجويع الصريح لأهلها، فماذا يمكن أن يخرج نبيل العربي بتصريح أمام هذه التصريحات التي نصدقها تماماً، كشعوب عايشت التاريخ الدموي للسيسي، وسرقته لمقدرات البلاد والشعب وثرواتهما، ولكنها بلا شك ستكون كاذبة وملفقة أمام طاولة الجامعة، التي كعادتها تفبرك ما يصل لهامن إسرائيل، وتقف عند توافه الأمور في القضايا المصيرية للعرب، لتنطلق بيانات الشجب والاستنكار، ويقف الأمر عند هذا الحد الذي لا يعبر عن موقف الشعوب، بما أن الجامعة يجب أن تكون ناطقة باسم الشعوب، لا حكوماتها المتواطئة قسراً واختياراً مع الجامعة للأسف!.. وعليه فإن إسرائيل لا بد أن تخرج اليوم كاذبة كما هي عادة هذا العدو أمامنا، رغم أنه أصبح كل ما يقال منه صدقاً، حتى وإن بدا لنا زيفاً!.. فالسيسي كان وسيظل هولاكو الذي لقي دعماً لسفك الدماء، لكن التاريخ لن يرحمه بل سيرجمه بما يستطيع، وأؤكد لكم تماماً أنني سأكون ممتنة لهذا التاريخ إن طلب شهادتي!.فاصلة أخيرة: مَن فض ميدانَي رابعة والنهضة بتلك الوحشية، وحشر نصف شباب وفتيات مصر في السجون، وشغل مؤيديه (بسهوكته) وخدعهم بأن علاج الإيدز يمكن أن يعالج (بصباع كفتة)، قادر تماماً على أن يغرق أنفاق غزة، ويقول بعدها لقد سقيتهم حتى الطفح!