13 أكتوبر 2025

تسجيل

الشعر القصصي عند الشعراء العرب

08 فبراير 2014

ونرى أيضاً عند الشاعر حافظ إبراهيم السرد القصصي في قصيدته "فتاة ضائعة" حيث يقول فيها: شَبَحاً أَرى أَم ذاكَ طَيفُ خَيالِ لا بَل فَتاةٌ بِالعَراءِ حِياليأَمسَت بِمَدرَجَةِ الخُطوبِ فَما لَها راعٍ هُناكَ وَما لَها مِن واليحَسرى تَكادُ تُعيدُ فَحمَةَ لَيلِها ناراً بِأَنّاتٍ ذَكَينَ طِوالِما خَطبُها عَجَباً وَما خَطبي بِها ما لي أُشاطِرُها الوَجيعَةَ ما ليدانَيتُها وَلِصَوتِها في مَسمَعي وَقعُ النِبالِ عَطَفنَ إِثرَ نِبالِوَسَأَلتُها مَن أَنتِ وَهيَ كَأَنَّها رَسمٌ عَلى طَلَلٍ مِنَ الأَطلالِفَتَمَلمَلَت جَزَعاً وَقالَت حامِلٌ لَم تَدرِ طَعمَ الغَمضِ مُنذُ لَياليقَد ماتَ والِدُها وَماتَت أُمُّها وَمَضى الحِمامُ بِعَمِّها وَالخالِوَإِلى هُنا حَبَسَ الحَياءُ لِسانَها وَجَرى البُكاءُ بِدَمعِها الهَطّالِفَعَلِمتُ ما تُخفي الفَتاةُ وَإِنَّما يَحنو عَلى أَمثالِها أَمثاليوَوَقَفتُ أَنظُرُها كَأَنّي عابِدٌ في هَيكَلٍ يَرنو إِلى تِمثالِوَرَأَيتُ آياتِ الجَمالِ تَكَفَّلَت بِزَوالِهِنَّ فَوادِحُ الأَثقالِلا شَيءَ أَفعَلُ في النُفوسِ كَقامَةٍ هَيفاءَ رَوَّعَها الأَسى بِهُزالِأَو غادَةٍ كانَت تُريكَ إِذا بَدَت شَمسَ النَهارِ فَأَصبَحَت كَالآلِقُلتُ اِنهَضي قالَت أَيَنهَضُ مَيِّتٌ مِن قَبرِهِ وَيَسيرُ شَنٌّ باليفَحَمَلتُ هَيكَلَ عَظمِها وَكَأَنَّني حُمِّلتُ حينَ حَمَلتُ عودَ خِلالِوَطَفِقتُ أَنتَهِبُ الخُطا مُتَيَمِّماً بِاللَيلِ دارَ رِعايَةِ الأَطفالِأَمشي وَأَحمِلُ بائِسَينِ فَطارِقٌ بابَ الحَياةِ وَمُؤذِنٌ بِزَوالِأَبكيهِما وَكَأَنَّما أَنا ثالِثٌ لَهُما مِنَ الإِشفاقِ وَالإِعوالِوَطَرَقتُ بابَ الدارِ لا مُتَهَيِّباً أَحَداً وَلا مُتَرَقِّباً لِسُؤالِطَرقَ المُسافِرِ آبَ مِن أَسفارِهِ أَو طَرقَ رَبِّ الدارِ غَيرَ مُباليوَإِذا بِأَصواتٍ تَصيحُ أَلا اِفتَحوا دَقّاتُ مَرضى مُدلِجينَ عِجالِوَإِذا بِأَيدٍ طاهِراتٍ عُوِّدَت صُنعَ الجَميلِ تَطَوَّعَت في الحالِجاءَت تُسابِقُ في المَبَرَّةِ بَعضُها بَعضاً لِوَجهِ اللَهِ لا لِلمالِفَتَناوَلَت بِالرِفقِ ما أَنا حامِلٌ كَالأُمِّ تَكلَأُ طِفلَها وَتُواليوَإِذا الطَبيبُ مُشَمِّرٌ وَإِذا بِها فَوقَ الوَسائِدِ في مَكانٍ عاليجاءوا بِأَنواعِ الدَواءِ وَطَوَّفوا بِسَريرِ ضَيفَتِهِم كَبَعضِ الآلِوَجَثا الطَبيبُ يَجُسُّ نَبضاً خافِتاً وَيَرودُ مَكمَنَ دائِها القَتّالِلَم يَدرِ حينَ دَنا لِيَبلُوَ قَلبَها دَقّاتِ قَلبٍ أَم دَبيبَ نِمالِوَدَّعتُها وَتَرَكتُها في أَهلِها وَخَرَجتُ مُنشَرِحاً رَضِيَّ البالِوَعَجَزتُ عَن شُكرِ الَّذينَ تَجَرَّدوا لِلباقِياتِ وَصالِحِ الأَعمالِلَم يُخجِلوها بِالسُؤالِ عَنِ اِسمِها تِلكَ المُروءَةُ وَالشُعورُ العاليخَيرُ الصَنائِعِ في الأَنامِ صَنيعَةٌ تَنبو بِحامِلِها عَنِ الإِذلالِوَإِذا النَوالُ أَتى وَلَم يُهرَق لَهُ ماءُ الوُجوهِ فَذاكَ خَيرُ نَوالِمَن جادَ مِن بَعدِ السُؤالِ فَإِنَّهُ وَهوَ الجَوادُ يُعَدُّ في البُخّالِلِلَّهِ دَرُّهُمُ فَكَم مِن بائِسٍ جَمِّ الوَجيعَةِ سَيِّئِ الأَحوالِتَرمي بِهِ الدُنيا فَمِن جوعٍ إِلى عُريٍ إِلى سُقمٍ إِلى إِقلالِعَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ واجِفٌ نَفسٌ مُرَوَّعَةٌ وَجَيبٌ خاليلَم يَدرِ ناظِرُهُ أَعُرياناً يَرى أَم كاسِياً في تِلكُمُ الأَسمالِفَكَأَنَّ ناحِلَ جِسمِهِ في ثَوبِهِ خَلفَ الخُروقِ يُطِلُّ مِن غِربالِيا بَردُ فَاِحمِل قَد ظَفِرتَ بِأَعزَلٍ يا حَرُّ تِلكَ فَريسَةِ المُغتالِيا عَينُ سُحّي يا قُلوبُ تَفَطَّري يا نَفسُ رِقّي يا مُروءَةُ والي