12 سبتمبر 2025

تسجيل

شط العرب جمع العرب

08 يناير 2023

لملمت أوراقي وتسمرت أمام شاشة التلفاز بعد أن تعذر وصولي إلى البصرة، وبلهفة محب ومشتاق وبمشاعر ممزوجة بالقلق والترقب تابعت وبشغف افتتاح مدينة البصرة الرياضية لأبوابها أمام الوفود الرسمية الدولية والعربية والجماهير الخليجية التي حضرت لمؤازرة منتخبات بلادهم وهي تحمل ذات علامات الاستفهام والقلق الذي يعتريني. هل سينجح العراق بذلك وهو يغيب عن التنظيم لأكثر من أربعين عاماً؟ هل سيزيح جانبا همومه ومشاكل بيته السياسي والأزمات الاقتصادية المفتعلة ويبهج قلوبنا وعيوننا بحفل بهي؟ اختلفت الأخبار والأنباء حول من سيشارك بهذا الحفل ومن سيبدأ بمعزوفته ومن سيطلق صافرة الألحان، وهل سيبدأ الساهر بحفله أم ستكتفي الافتتاحية برحمة رياض وحسام الرسام؟! ولأنني ما زلت أعيش نشوة حفلي الافتتاح والنهائي لمونديال قطر فبالتأكيد لن يرضي غروري ولن يسكت طمعي أي حفل!! غير أن المفاجأة كانت أكبر وأقوى من توقعاتي حفل افتتاح يفوق الوصف ويكاد يكون الأجمل في تاريخ البطولة حسب رأيي المتواضع أثلج قلبي الأوبريت وهو يحتفي بحضارات العراق بدءا من سومر وصولا إلى أشور وبابل حتى بوابات بغداد القديمة، حفل يحاكي فيه تاريخ عظيم لشعب وبلد عظيم. إنه العراق يا سادة والذي نفخر أننا نملك جيناته وننتمي لأرضه ونحيا بين ثنايا ربوعه بعد أن جمع البصرة في بطولة محب وللم للشمل. حقا أقول إن اللجنة المنظمة للخليجي رغم سوء التنظيم والعثرات البسيطة التي شابت الحفل لكنها نجحت في إيصال الرسالة. فمثلما نجحت قطر في إيصال رسالتها إلى العالم كانت البصرة كذلك والتي أعادت للعالم أجمع مجد وحضارة شعب عمره أكثر من سبعة آلاف عام. بصرة الفراهيدي والسياب ولغة العروض كانت قصة نجاح بحفل يليق بالعراق وأهله وقصة كرم وطيب لا تليق إلا بالبصرة الفيحاء والتي أطل عليها صباح المستقبل بعد أن نفضت عنها ظلمة الماضي. إنه العراق يا سادة والذي تحول من الإنجاز إلى الإعجاز.