31 أكتوبر 2025

تسجيل

من يمحو الإحباط العربي الكروي؟

08 يناير 2015

بقي يومان فقط لكي نشاهد القارة الآسيوية وهي تبوح بأسرارها الكروية في نهائيات آسيا والإثارة التي ننشدها وننتظرها من خلال هذه النسخة من البطولة، يومان فقط وتنطلق في التاسع من يناير صافرة البداية لنهائيات آسيا التي تأتي مغايرة هذه المرة، بحضور تسعة منتخبات عربية كاملة، من خلال هذه النسخة في أول مرة نشاهد هذا الحضور الغفير لمنتخباتنا عبر هذه البطولة.جميع المنتخبات أغلقت ملف المباريات الودية بإيجابياتها وسلبياتها، والجميع الآن يترقب متابعة دوري المجموعات ومن هو المنتخب الذي قد يكون الحصان الأسود لهذه النسخة، ومن سيعلن، ومنذ البداية، أنه منافس قوي وبشدة على اللقب الآسيوي، اللقب الذي لم يخرج عن نطاق السعودية أو اليابان منذ ثلاثين سنة، حيث إنهما الوحيدان اللذان توجا باللقب الآسيوي طيلة الثلاثة عقود الماضية، فهل ستكون هذه النسخة كسرا لهذا الاحتكار؟.عاطفيا فإننا نرغب وبشدة في أن نشاهد منتخبا عربيا يتوج باللقب في هذه النسخة، ومنطقيا فإن من بين جميع منتخباتنا، فمنتخب قطر هو صاحب الحظوظ الأوفر والأفضل، خاصة أنه في جميع ودياته أثبت أنه فريق جاهز ومتكامل، وسجل ثمانية أهداف في آخر ثلاث وديات له، وقبل ذلك فهو بطل الخليج في النسخة الأخيرة من الكأس الخليجية، أي أن آمالنا في منتخب قطر بلا حدود في أن يصل بعيدا من خلال هذه البطولة، وسقف الطموحات ارتفع بكل تأكيد مع الإحباط العربي الكروي الذي نشاهده في حضورنا من خلال مختلف البطولات في السنوات الأربع الأخيرة.وقد تحسب لمنتخب قطر ميزة مهمة جدا لاحظناها في مبارياته الأخيرة، سواء من خلال كأس الخليج أو الوديات المختلفة، وهي القدرة على تصحيح الوضع عندما يكون متأخرا وقلب النتيجة أمام نظيره، وقد شاهدنا ذلك في مبارياته أمام السعودية في افتتاح خليجي ٢٢، ثم أمام عمان في نصف النهائي، وأمام السعودية في النهائي، ومجددا أمام عمان في الودية قبل الأخيرة أمامه، أي أن العودة للعنابي وقدرته على التصحيح في كل مرة هي شيء كنا نفتقده في عنابي السنين الماضية، وبصراحة فإن الجرأة والتماسك اللذين خلقهما المدرب جمال بلماضي لدى هذه المجموعة من اللاعبين هما من أكثر النقاط إيجابية والتي جعلت العنابي متماسكا في كل مباراة ولا يفقد تركيزه حتى لو كان متأخرا بأكثر من هدف.وفي الماضي القريب ومع بعض المدربين شاهدنا كيف كانت لهذه النقطة معاناة لدى المنتخب، وفقدان التركيز سريعا في بعض الأحيان، والارتباك الذي يحدث في بعض اللقاءات المهمة، كل ذلك كان موجودا في السابق، واختفى في الوقت الحالي بقيادة الجهاز الفني لبلماضي.الإحباط العربي الكروي قد يختفي في هذه النسخة من البطولة، دون شك، ولكن في حال وجود المنتخب العربي القادر على تقديم أفضل النتائج وتحقيق الآمال والطموحات، ومهما كانت هوية المنتخب العربي فإننا نتمنى أن يوجد، وأن يكون، وأن يفرحنا في هذه النسخة، نراكم بعد يومين بإذن الله.