13 سبتمبر 2025

تسجيل

همس الكراسي

08 يناير 2013

منذ سنوات وأنا أتابع هذا الفنان الشاب.. التقيته في الدوحة.. وفي مهرجانات خارجها يشارك فيها.. أجد فيه الحماسة والطموح ومحاولة الابتكار وعدم التقيد بالمتاح.. إذ أن أعماله تحمل دائماً وجهات نظر تفوق الموجود وتصل إلى الرمزية اللامحدودة.. كاشفاً من خلالها قضايا تهمه.. ويتواصل معها عبر فكره وفنه خاصة أنه يجمع بين التأليف والإخراج والإعداد وغيرها من عناصر العمل الفني. كنت أتمنى أن أشاهد آخر عروضه "همس الكراسي" التي توجت كمسرحية بجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل ضمن عروض المهرجان المسرحي الشبابي الثالث الذي أقيمت فعالياته على مسرح قطر الوطني.. كنت خارج الدوحة ولم يكن لي الحظ السعيد في مشاهدتها.. وحينما علمت بنبأ فوز مسرحيته بأكثر من جائزة.. رأيت أنه من الموضوعية الكتابة عن هذا المخرج المؤلف الشاب الذي لم يشغله عمله كمراقب للدراما بإذاعة قطر عن التواصل مع فنه الذي يحبه ومسرحه الذي يعشقه وخياله الثري الذي يتواصل معه دائماً في أعماله ومشاركاته المختلفة. أحمد المفتاح في مسرحيته الأخيرة "همس الكراسي" لم يبتعد عن الواقع المحيط به وكيف هي الحياة بعد الربيع العربي الذي عاشته بعض دولنا العربية وكيف استخدم المخرج الرمز.. فيما تعلق بتكوين المشهد المسرحي من إسقاط بدا على العناصر المختلفة من كلمة أو حركة للممثلين واختياره للإضاءة والموسيقى المصاحبة لذلك العمل. عبر أحمد كمؤلف عن فكرته من خلال موضوع نشر في مجلة الدوحة، ونهل من الفكرة وطور بها وشخصها كأحداث وعناصر فنية.. وجاء بشباب فأحسن توظيفهم كمخرج.. فظهروا وكأنهم يقدمون لوحة فنية بسيطة معبرة متكاملة توحي بما نحن نمر به في حياتنا ومواقفنا.. عبروا فيها عن مدى انغماسهم في أدوارهم وكأنهم لا يمثلون. أتمنى أن تعرض "همس الكراسي" أكثر من مرة في الدوحة.. وأن تشارك في المهرجانات الخليجية والعربية فهي نموذج جيد للمسرحيات الفكرية.. ومبروك لمركز شباب الدوحة جائزة أفضل عمل مسرحي متكامل.. ولأحمد المفتاح جائزة أفضل إخراج مسرحي.. ويبقى الأهم هو التواصل مع الجيد والجديد دائماً، مع الإبداع.. والفن الرقي. * آخر السطور: كنت أتمنى أن تلقي وسائل الإعلام خاصة المسموعة والمرئية الضوء أكثر وأكثر على شباب المسرح الذين أحبوا هذا الفن وأبدعوا فيه.. في الوقت الذي يلقون الضوء للأسف على بعض النجوم الذين لا يستطيعون الوقوف على خشبة المسرح فصلا واحدا!!