المزاح وآدابه

إن معنى المزاح هو ادخال البهجة والسرور على النفوس، وتطييب الخواطر، وليس تنفير الناس وجعلهم يكرهونك، او يتفادون لقاءك والجلوس معك، حينما نفقد احترامنا لذاتنا، نفقد احترام الناس لنا، وحينما نتغاضى عن أهم الأشياء خوفاً على مشاعر الناس الذين لم يضعوا لمشاعرنا حسبانا، نكون كالجبناء والمنافقين الذين لا يعلمون كيف يعيشون الواقع المرير. هذه العبارات كنداء للجميع بأن يحافظوا على مكانتهم بين الناس، ولا يجعلوا من حولهم يسخرون بهم بحجة المزاح، فالمزاح له قوانين وشروط، ولا يخلو شيء من الشروط والقوانين. إليكم بعض قوانين المزاح حتى تتفادوا السخرية بمن حولكم: 1 — ألا يقل عن الأدب والا يكون فيه الشتم (أصبح المزاح بالشتم هو المتبع لدى الكثيرين)، وللأسف الشديد يصل إلى شتم الوالدين ومناداتهم بأحقر الألفاظ وتشبيههم بالحيوانات، يا من ترضى أن يُشتم والداك على أفواه المتخلفين فقط من اجل ان تقهقه وتضحك، للأسف لو كنت أمامي (لاحترمت ما البسه في قدمي) ولخشيت عليه أن يتسخ بوجهك. 2 — ألا يكون المزاح على حساب الدين (كأن يذكر العلماء أو يستهزئ بالجنة أو النار)، قد يقول قائل انني أبالغ، افعلاً لم تسمعوا المزاح الذي يقول فيه المتخلف إذا نصحته (خلينا الجنة لك) أو يقول (خل نتقابل بجهنم) وغيرها من هذه الكلمات، من لا يحترم الدين ويتمادى بالتفاهات ويفتخر بقولها فنقول له (الله يهديك وبس) ولا تنس قوله تعالى (قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون) فحذار من ذلك فالوعيد يكون شديدا. 3 — الا يكون المزاح فوق الحد المعقول وبكثرة و24 ساعة، وباختصار (الشيء اللي يزيد عن حده، ينقلب ضده)، والمعنى واضح لا يحتاج لتفسير. 4 — اختيار الوقت المناسب، فالناس تختلف نفسياتهم يوماً بعد يوم، وما عليك الا اختيار الوقت المناسب ان اردت ان تمازح احدهم، فلا يجب عليك ابداً ان تمزح وصديقك في همٍ ادركه، وحزنٍ تمكن منه، بل يجب عليك احترام ظروف الاخرين.. وغيرها من الاداب التي لا تخفى علينا. في الاخير ارجو ان نحافظ على علاقاتنا مع الناس، ولا نخسرها بغمضة عين، فالانسان خُلق حساساً من بعض الامور التي قد تزعجه، فلا يجب ابداً ان نستخف بغيرنا وبمشاعرهم، كل ذلك فقط لتبقى العلاقات وتستمر للابد، فكم من الناس قد تفرقوا بسبب مزاح ثقيل. (والله المستعان). نصيحة: قال عمر بن الخطاب — رضي الله عنه —: "من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن مزح استُخف به، ومن أكثر من شيء عُرف به". بصمة حب: ( من زود احترامي لنفسي، وحبي لذاتي، وتقليلي من مزحي، كل من يراني يقوم برفع القبعة من فوق راسه ليلقي علي التحية وفي الاخير لكم سلامي). [email protected]